أطلقت مجموعة من الشخصيات الوطنية يوم أمس، مبادرة تحمل عنوان هذا المقال، وتتضمن أقسامًا عدة، تبدأ بمقدمة حول طوفان الأقصى والتحديات والمخاطر المصيرية والفرص العظيمة؛ حيث انتهت بالقول بأننا لا نبالغ إن قلنا إن الفلسطينيين أمام لحظة تاريخية فارقة
منذ عدة أسابيع تكاثر الحديث عن انتقال الحرب إلى المرحلة الثانية، وعشية وغداة زيارة سوليفان بدأ يتضح بشكل أكبر ما المقصود بذلك.
جيك سوليفان قادم وهو كما قالت وكالات الأنباء قادم للإتفاق على الجدول الزمني للحرب، وعلى اليوم التالي وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية والحث على عقد هدنة جديدة للإتفاق على صفقة تبادل جديدة.
جاء طوفان الأقصى بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية حدثًا مفاجئًا صادمًا، فهي أدركت أنه حدث تأسيسي؛ أي سيكون ما بعده مختلفًا عما قبله. وبالفعل، ينطبق عليه ما يطلق عليه في التفكير الإستراتيجي والدراسات المستقبلية سيناريو البجعة السوداء، وهو السيناريو قليل الاحتمال، ولكنه إن حدث فإنه سيحدث تأثيرًا كبيرًا.
استأنفت حكومة الطوارئ الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من النقطة نفسها، التي توقفت عندها قبل التوصل إلى هدنة استمرت سبعة أيام؛ أي لجأت إلى حرب الإبادة والتهجير والعقوبات الجماعية غير آبهة بنصائح شريكتها
كما كان متوقعا استؤنفت الحرب لأن حكومة الحرب لا تزال أسيرة أولا لأهدافها العالية التي لم تتحقق ولن تتحقق، وثانيا لان مصلحة نتنياهو واركان حربه اطالة الحرب على أمل أن يحققوا نصرا يقلل من المساءلة والحساب الذي سيخضعون له بعد الحرب نظرا للإخفاق التاريخي في السابع من أكتوبر
لا أضيف جديدًا بالقول إن صفقة تبادل الأسرى التي عقدت بين دولة الاحتلال وحركة حماس بوساطة مصرية قطرية، كانت نصرًا للمقاومة تضاف إلى نصر السابع من أكتوبر، ولكن هذا لا يحجب حجم الخسائر الفادحة الفلسطينية، ولا أنها جولات في حرب لم تنته.
إذا أردنا أن نقيم صفقة التبادل التي تم الإتفاق عليها علينا أن نقارن نقطة البدء التي انطلق بها الطرفين ونقطة النهاية.
تدخل الحرب على الفلسطينيين يومها الثامن عشر، ولا تزال عملية الإبادة مستمرة؛ إذ بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة حتى الآن أكثر من 5000 (من بينهم 2055 طفلًا وأكثر من 1119 امرأة)، والجرحى نحو 15000، إضافة إلى أكثر من 1500 مفقود تحت الركام
مضت حتى الآن عشرة أيام على عملية طوفان الأقصى، وأصبح واضحًا أن ما بعدها مختلفٌ عما قبلها، ففضلًا عن أن قواعد اللعبة قد تغيرت، فإن الحكومة الإسرائيلية، بل إسرائيل نفسها ستتغير، والقيادة الفلسطينية وسلطتها ستتغير، وكذلك حركة حماس لن تبقى على ما هي عليه
مبادرة حركة حماس والمقاومة بشن هجوم "طوفان الأقصى" أذهلت وأربكت الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وكان يوم 7 أكتوبر، كما يقول ناحوم برنياع، الصحافي الإسرائيلي الشهير "أسوأ يوم في تاريخ الحروب العسكرية التي خاضتها إسرائيل"
أكتب هذا المقال الذي يعرض قصة الاتفاق السعودي الفلسطيني من "طقطق إلى السلام عليكم"، وأنا أتمنى أن المعلومات الواردة فيه، على الرغم من أنها تستند إلى مصادر عدة إعلامية وسياسية مطلعة، غير صحيحة، أو تنقصها الدقة