لندن - قدس الإخبارية: كشف موقع "ديكلاسيفايد" البريطاني عن تقرير داخلي ونقاشات سرية داخل الجيش البريطاني، تؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب في قطاع غزة، بما يشمل قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، في تناقض صارخ مع المواقف العلنية للحكومة البريطانية التي تواصل تعاونها العسكري والأمني مع الاحتلال.
وأشار التقرير الصادر عن الإعلام العسكري البريطاني إلى أن جيش الاحتلال ينتهك اتفاقيات جنيف بطرق "لم يرتكبها حتى الألمان خلال الحرب العالمية الثانية"، مؤكدًا أن من بين الانتهاكات الموثقة استهداف مرافق الرعاية الصحية، وعمليات القتل المباشر للفلسطينيين أثناء اصطفافهم لتلقي المساعدات الإنسانية.
ورغم هذه الاعترافات، لا يزال التعاون العسكري بين بريطانيا و"إسرائيل" قائمًا. فقد تخرج ضابط "إسرائيلي" برتبة عقيد مؤخرًا من أكاديمية عسكرية بريطانية، كما زار قائد سلاح الجو "الإسرائيلي" قاعدة جوية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
ويواصل سلاح الجو البريطاني تنفيذ طلعات استطلاعية مكثفة فوق قطاع غزة منذ عام 2023، بينما تستمر صادرات مكونات الطائرة المقاتلة F-35 إلى الاحتلال عبر دول ثالثة، في ظل تجاهل رسمي للجرائم المرتكبة، وصمت حكومي بريطاني عن الانتهاكات التي تُوثّق داخل مؤسساتها العسكرية نفسها.
ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي، تنصّل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، واستأنف الإبادة الجماعية، رافضًا كافة المبادرات الدولية لوقف العدوان.
ورغم تحذيرات أممية وفلسطينية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من مارس/آذار، ضمن سياسة التجويع الممنهجة التي يستخدمها كسلاح ضد الفلسطينيين.
يُذكر أن الاحتلال يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربًا بعرض الحائط النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أميركي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين.