إذا أردنا أن نقيم صفقة التبادل التي تم الإتفاق عليها علينا أن نقارن نقطة البدء التي انطلق بها الطرفين ونقطة النهاية.
حكومة نتنياهو طالبت بإطلاق سراح كل المحتجزين والأسرى بدون مفاوضات ولا مقابل وتصورت أنها قادرة على تحقيق هذا الهدف عبر المجازر والإبادة والعقوبات الجماعية والضغط العسكري المكثف، كما أخضعت إطلاق سراح الأسرى للهدف الأساسي الذي أعطته الأولوية وهو القضاء على حماس التي صورت مثل داعش، وهذا كله لم يتحقق.
في المقابل حماس والمقاومة قالت أن المحتجزين المدنيين ضيوف سيتم إطلاق سراحهم عند توفر الظروف المناسبة، والصفقة عقدت وهي تتضمن الإفراج ضمن صيغة واحد إلى ثلاثة (خمسين مقابل مية وخمسين ) ووقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد يوم واحد مقابل إطلاق عشرة محتجزين إسرائيلين يضافوا على العدد المتفق عليه، كما يتضمن الإتفاق إدخال مساعدات إنسانية مئات الشاحنات، وعدم تحليق الطائرات والمسيرات بشكل كامل في الجنوب و لمدة ٦ ساعات يوميا فقط في شمال قطاع غزة طوال مدة الهدنة.
ممكن نقطة الضعف في الإتفاق أنه لم يشمل حق عودة أهلنا النازحين إلى الجنوب إلى بيوتهم في الشمال.
بدون شك أن الصفقة لصالح المقاومة تمكنها من التقاط أنفاسها وتنظيم صفوفها وهي بداية لنزول نتنياهو وأركان حربة عن رأس الشجرة العالية التي صعدوا إليها ولكنها لن تقود إلى وقف الحرب الآن، بل ستستأنف بعد الهدنة للسعي لتحقيق هدف الحرب غير القابل للتحقيق، ولكن هناك قوة دفع ستبدأ بالإقلاع وتكبر هدنة وراء هدنة وصولا إلى وقف الحرب إذا استمرت وتصاعدت العوامل التي أدت إلى التهدئة وهي:
صمود المقاومة وتمسكها بشروطها التفاوضية وتكبيدها خسائر ملموسة للقوات الإسرائيلية واستمرار القصف للمدن الإسرائيلية.
والانتفاضة الشعبية العربية والعالمية خصوصا الأخيرة التي تركت بصمات على القرار في العواصم الغربية بما فيها واشنطن.
كما تلعب الحرب المضبوطة في الجبهة الشماليه وجبهة اليمن خصوصا بعد الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية وقصف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وخطر إندلاع حرب إقليمية دورا في التوصل إلى الهدنة.