شبكة قدس الإخبارية

إعلام الاحتلال يحذر من انهيار الرواية الإسرائيلية.. ما هي تداعيات ذلك؟

٢١٣

 

حازم عواد (13)

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي أدّت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، بينهم تسعة أطفال دون سن الثانية عشرة من عائلة الطبيبة ألاء النجار، طبيبة الأطفال في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع. وبينما لا تزال هذه المجازر تتصدر التغطية الإعلامية الدولية، تغيب الرواية الرسمية لـ”إسرائيل” بشكل تام عن المشهد، إذ لم يظهر أي ناطق باسمها للرد على ما وصفته الصحيفة بـ”الرسائل المناهضة لإسرائيل”.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت تقريرًا موسعًا حول حجم الدمار في غزة، مشيرة إلى اليأس الشديد الذي يخيم على السكان، وجاء في عنوان التقرير: “لن يهتم أحد إن متنا جميعًا”، واصفة الأوضاع في غزة بـ”الجوع واليأس بين أنقاض المدينة”. كما نشرت “نيويورك تايمز” تحقيقًا تحت عنوان: “مع استمرار الحصار على غزة، الأطفال يتضورون جوعًا والمرضى يموتون”.

وحذرت يديعوت أحرونوت من أن غياب الموقف الرسمي “الإسرائيلي” في هذه المرحلة لا يُعد فقط فشلًا إعلاميًا، بل يمثل تهديدًا دبلوماسيًا خطيرًا. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية لدى الاحتلال قولها: “حين يشاهد المستشار الألماني أو أعضاء الكونغرس الأمريكي ما يجري في غزة دون أن يسمعوا صوتًا إسرائيليًا يشرح السياق، فإن ذلك يضعف من مكانة ’إسرائيل‘ المتزعزعة أصلًا على الساحة الدولية”. وأضافت المصادر أن المجزرة في مستشفى ناصر وصمت “إسرائيل” حيالها قد يشكلان نقطة تحوّل في الحرب، مما يهدد بفقدان ما تبقى من شرعية دولية، ويقود إلى عزلة دبلوماسية، وربما فرض عقوبات اقتصادية أو صدور قرار من مجلس الأمن بوقف العدوان.

وفي سياق الضغوط الدولية، ذكرت يديعوت أحرونوت أن وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، دعا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على “إسرائيل” لإجبارها على وقف الحرب في قطاع غزة. وقال ألباريس في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنفو” قبيل اجتماع يُعقد في مدريد بمشاركة 20 دولة أوروبية وعربية: “علينا أن ندرس خيار العقوبات من أجل إنهاء هذه الحرب التي لا هدف لها، وتوفير مساعدات إنسانية واسعة النطاق، بشكل محايد، ودون أن تقرر إسرائيل من يستحق الطعام ومن لا”.

وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن الاجتماع الذي يُعقد اليوم في مدريد يضم دولًا كانت قد اعترفت سابقًا بدولة فلسطين، مثل إيرلندا والنرويج، إلى جانب دول عربية كالسعودية، ومصر، وقطر. ويشارك فيه أيضًا ممثلون عن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في محاولة جديدة لإحياء حل الدولتين. كما أُعلن خلال الاجتماع أن مالطا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين الشهر المقبل، في خطوة أعلنها رئيس وزرائها روبرت أبيلا، مشددًا على أن بلاده “لا يمكن أن تتجاهل المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة”، مشيرًا إلى سقوط أكثر من 50 ألف شهيد، بحسب تعبيره، ومعلنًا استعداده لاستقبال مزيد من الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج.

كما أفادت يديعوت أحرونوت بأن مواقف مشابهة صدرت الأسبوع الماضي عن كل من بريطانيا، وفرنسا، وكندا، التي أطلقت هجومًا دبلوماسيًا مشتركًا ضد سياسات الاحتلال. وذكرت الدول الثلاث أنها قد تدرس فرض عقوبات على “إسرائيل” بسبب التصعيد “غير المحتمل” في غزة، داعيةً إلى وقف فوري للعمليات العسكرية ورفع القيود على إدخال المساعدات الإنسانية.

ونقلت يديعوت أحرونوت نص البيان المشترك الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، والذي جاء فيه: “ندعو حكومة إسرائيل إلى وقف فوري لأعمالها العسكرية في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، وبالتعاون مع الأمم المتحدة وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية”. كما تضمن البيان دعوة لحركة حماس للإفراج عن الأسرى لديها.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن فرنسا تمارس ضغوطًا على عدد من الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطين والإعلان عن ذلك خلال مؤتمر سلام من المزمع أن يُعقد في الأمم المتحدة يوم 17 يونيو، بمبادرة من الرئيس ماكرون وبالشراكة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتأمل باريس أن تنضم دول مثل بلجيكا، والبرتغال، ولوكسمبورغ إلى هذا المسار، رغم اعتراضات بعض الحكومات الأوروبية، خصوصًا في بلجيكا.

وفي ذات السياق، تلفت يديعوت أحرونوت إلى أن الصوت المعارض لسياسات الاحتلال لم يقتصر على أوروبا، إذ برز مؤخرًا تصريح لتوماس باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا في عهد دونالد ترامب، الذي أعاد نشر تقرير من “نيويورك تايمز” يتحدث عن فقدان “إسرائيل” لحريّة الحركة العسكرية على الجبهة الشمالية، بسبب التقارب بين إدارة ترامب الجديدة والقيادة السورية الجديدة بزعامة أحمد الشرع (المعروف أيضًا بالجولاني).

ووفق ما نشره باراك على منصة “إكس”، فقد نفذت “إسرائيل” أكثر من 700 غارة في سوريا منذ سقوط بشار الأسد، لكنها باتت الآن تجد صعوبة في مواصلة هذه الهجمات نتيجة التحوّل في الموقف الأمريكي.