جيك سوليفان قادم وهو كما قالت وكالات الأنباء قادم للإتفاق على الجدول الزمني للحرب، وعلى اليوم التالي وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية والحث على عقد هدنة جديدة للإتفاق على صفقة تبادل جديدة.
تأتي الزيارة بعد ظهور الخلافات الأمريكية الإسرائيلية إلى العلن بعد حديث بايدن عن ضرورة تغيير الحكومة الإسرائيلية لأنها حكومة متطرفة ولوحظ أنه يريد بقاء نتنياهو وأن يوافق على حل الدولتين وعودة السلطة الفلسطينية "المتجددة" أو "النشيطة" إلى غزة وعدم استهداف المدنيين لأن استهدافهم أدى للمساس بالمكانة الأخلاقية لامريكا وإسرائيل وتغير الموقف الدولي ليصبح ضد إسرائيل أي المطلوب خروج بن غفير وسموترتيش من الحكومة، وهذا تغيير في الموقف الأمريكي لأن بايدن نصح نتنياهو أثناء لقائهما في زيارته لإسرائيل بالاستعداد للرحيل، كما سيناقش سوليفان الجدول الزمني حيث ترى واشنطن أن نهاية العام الحالي أو بداية العام القادم موعد مناسب، على أن تبقى قوات إسرائيلية في مناطق محددة وتتابع حربها بوتائر أخرى أخف (على غرار ما يجري في الضفة وتحديدا في مخيم جنين).
نتنياهو مستعد لمعركة مع إدارة بايدن فهو قال أنه لن يرضخ مثلما رضخ بن غوريون حين طالبه الرئيس الامريكي أيزنهاور بالانسحاب من سيناء وغزة عام ١٩٥٦، وأنه يفعل بالضبط مثلما فعلت أمريكا في الحرب العالمية الثانية إلى حد استخدام القنبلة النووية، وبعد الحادي عشر من سبتمبر.
الخلاصة أن هناك تحول ولا أقول تغير في الموقف الامريكي، ظهر بإعلان الخلافات والسؤال هو هل سيتحول الموقف إلى ضغط أم يبقى الأمر في نطاق النصائح من صديق، وإذا أرادت واشنطن وقف الحرب ستنصاع حكومة نتنياهو إن لم يكن فورا فبعد حين، لسبب بسيط هو أن إسرائيل لم تبدو ضعيفة ومعزولة ومحتاجة إلى الولايات المتحدة ومعتمدة عليها كما هي الآن.
الجواب سيكون في الميدان وفي حال استمرار صمود الشعب وبسالة المقاومة التي توقع خسائر فادحة في القوات الغازية لدرجة ١٠% من القتلى وقعوا نتيجة نيران صديقة، واستمرار التفاعلات على الجبهة اللبنانية واليمنية والعراقية واستمرار وتعاظم الانتفاضة الشعبية العالمية ستوقف الحرب بشكلها الحالي على الأقل .
لا يخطئ أحد الحساب فالخلافات الأمريكية خلافات داخل البيت والمعسكر الواحد وتهدف واشنطن منها إنقاذ إسرائيل من نفسها ، فالأهداف واحدة وستبقى على جدول الأعمال، وما سيختلف ( إذا أخذت حكومة نتنياهو بالنصائح الأمريكية) أن أساليب تحقيقها العسكريةستتغير، كما ستستخدم الأساليب السياسية والإقتصادية والنفسيةوالإعلامية من خلال بث الفتن بين الفلسطينيين ودفعهم للإقتتال وإلى مزيد من التفتت والإنقسام، ومن خلال توظيف المعاناة الإنسانية الهائلة وشروط تمويل إعادة الإعمار إو الأصح الإعمار لأن هناك مناطق دمرت بالكامل في شمال قطاع غزة، ولم تعد تصلح للإستخدام الآدمي.
فحذار من الوقوع في الفخ بل الفخاخ السياسية وهي أخطر من المعارك العسكرية.