شبكة قدس الإخبارية

تحقيق داخلي أمريكي: لا دليل على "سرقة" حماس للمساعدات والاحتلال مسؤول عن عمليات النهب

٢١٣

 

تحقيق داخلي أمريكي: لا دليل على "سرقة" حماس للمساعدات والاحتلال مسؤول عن عمليات النهب

واشنطن - قدس الإخبارية: كشفت وكالة رويترز، اليوم الجمعة، عن نتائج تحليل داخلي سري أجرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والذي لم يُنشر سابقًا، يفيد بعدم وجود أدلة على مزاعم الاحتلال والبيت الأبيض بأن حركة حماس قامت بسرقة ممنهجة للمساعدات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة والموجهة إلى قطاع غزة.

التحقيق الذي أنجزته دائرة المساعدات الإنسانية داخل USAID في أواخر يونيو\حزيران الماضي، شمل مراجعة 156 حادثة سرقة أو فقدان لمساعدات أميركية في غزة بين أكتوبر 2023 ومايو 2025، ولم يُسجل فيها أي تقرير يشير إلى استفادة حماس من هذه الإمدادات.

ورغم ذلك، اعترض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على هذه النتائج، مدعيًا وجود مقاطع فيديو تُظهر حماس وهي تستولي على المساعدات، لكنه لم يقدم أي أدلة. كما اتهم بعض المنظمات الإنسانية بـ"التغطية على فساد في توزيع المساعدات".

ووفقًا للمصادر، فقد تم إبلاغ مكتب المفتش العام في USAID ومسؤولين بوزارة الخارجية بنتائج التحليل، في وقت تتفاقم فيه أزمة المجاعة في غزة. وتشير تقديرات برنامج الغذاء العالمي إلى أن نحو ربع الفلسطينيين في القطاع يعانون من ظروف شبيهة بالمجاعة، في حين تُسجل منظمة الصحة العالمية ووثائق طبية حالات وفاة لأطفال جراء الجوع.

التحقيق حمّل جيش الاحتلال مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة عن 44 من أصل 156 حالة فقدان أو سرقة مساعدات، بينها 11 حالة نتيجة ضربات جوية أو أوامر إخلاء، كما كشف التقرير أن سلطات الاحتلال أجبرت المنظمات على استخدام مسارات خطرة لتوصيل المساعدات، رغم تحذيرات من خطورة هذه الطرق.

ورغم ادعاءات الاحتلال بأن حماس تسيطر على المساعدات وتعيد بيعها أو توجهها لمقاتليها، إلا أن التحقيق وجد أن أغلب حالات السرقة نُفذت من قبل جهات غير محددة أو عصابات مسلحة، ولم يتم ربط أي حالة مباشرة بحركة حماس.

كما أشار التقرير إلى أن بعض المنظمات قد تبالغ عمدًا في الإبلاغ عن سرقات تُنسب لمجموعات مصنفة من أجل تجنّب فقدان التمويل الأمريكي، فيما بيّنت الشرائح التوضيحية أن غياب نظام لتحديد المتورطين في كثير من الحالات جعل النسبة الكبرى من الحوادث غير منسوبة لأي جهة.

وكشفت رويترز أن وكالة USAID فقدت الوصول إلى الأنظمة السرية بعد بدء إدارة ترامب بتفكيك الوكالة في وقت سابق، وتحويل وظائفها إلى وزارة الخارجية، بينما أكد مصدر مطلع على التقييمات الاستخباراتية الأمريكية عدم وجود تقارير سرية تؤكد تورط حماس في سرقة المساعدات، وأن الإدارة الأمريكية تعتمد أساسًا على مزاعم الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي هذا التقرير في وقت تتواصل فيه المجاعة وحرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" بدعم أميركي على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 59 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مئات آلاف الجرحى والمفقودين والنازحين، وسط حصار خانق وانهيار كامل في كل مقومات الحياة.