لا أبالغ في القول إن حرب الإبادة الجماعية التي دخلت شهرها السابع أمام نقطة تحوّل ستدخل بعدها مرحلة جديدة، فإما أن تقف الحرب، أو تستمر بوتيرتها الحالية، أو تنخفض، أو تتصاعد، وربما تفتح الطريق أمام حرب إقليمية.
دارت الأشهر الثلاثة الماضية في متاهة، هل سيتم التوصل إلى اتفاق جديد يشمل هدنة أو هدن جديدة تستمر كل واحدة منها ستة إلى ثمانية أسابيع أم لا؟
إن التراشق الإعلامي الذي شهدناه بعد تكليف الرئيس محمود عباس الدكتور محمد مصطفى متوقع، ويذكّر بالخلاف الكبير على البرنامج المرحلي الذي بدأ منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، حين تصارع كل من جبهة الرفض وج
منذ بدء معركة طوفان الأقصى، طُرحت توقعات بأن المستقبل أو نتيجة الحرب سيحملان سقوط حكومة نتنياهو وتغيير القيادة الفلسطينية واختفاء حركة حماس أو إضعافها أو خلق "حماس" جديدة، وعبرت قيادات وكتاب فلسطينيون عن المسألة بصورة مختصرة ومباشرة، "بلا عباس وبلا حماس فلسطينيًا، وبلا نتنياهو إسرائيليًا".
ليس الأمر المهم والحاسم تشكيل حكومة جديدة بدلًا من الحكومة الحالية، بل هل ستكون الحكومة الجديدة قادرة على إنجاز ما لم تستطع إنجازه الحكومات السابقة، وهذا يتطلب أن تكون جزءًا من رؤية وسياسة جديدة قادرة على القيام بأداء جديد يساعد الشعب الفلسطيني
سألت مسؤولًا فصائليًا كبيرًا من القيادات الفلسطينية عن الدعوة الروسية للفصائل في نهاية هذا الشهر، فقال لي والله لا أعرف ما الهدف وما النتائج المتوخاة منها، ويبدو أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد استمرار
هل أنجزت صفقة التبادل أم لا؟ وهل قطعت شوطًا ولم يبقَ إلا القليل أم لا؟ وهل ستفشل حتمًا في ظل التباعد الكبير في المواقف بين إسرائيل والمقاومة، أم لديها فرصة كبيرة للنجاح؟
قبل أن نبدأ الحديث عن المسارات المتوقعة على مسار التسوية بعد الحرب، لا بد من تأكيد أن العامل الحاسم الذي سيؤثر في هذه المسارات/ السيناريوهات هي نتيجة الحرب، فهناك فرق إذا انتصرت إسرائيل انتصارًا حاسمًا
أصبحت الحرب بعد 100 يوم على بدئها وكأنها هي الهدف؛ ذلك لأن الأهداف المعلنة للحرب (القضاء على المقاومة، وإطلاق سراح الأسرى، وجعل قطاع غزة منطقة غير قادرة على تهديد إسرائيل في المستقبل) لم تتحقق، وفي كل يوم يمر يزداد الإسرائيليون قناعة باستحالة تحقيقها
هناك العديد من المعلقين البارزين السياسيين والعسكريين ذهبوا إلى القول إنّ العد العكسي للحرب بدأ، لدرجة أن أبرزهم توقع يوم الأحد الماضي أن يتم ذلك خلال أسبوعين لا أكثر.
كان العام 2023 بداية النهوض الفلسطيني، على الرغم من الكارثة الإنسانية التي سببتها حرب الإبادة، والتي كان من نتائجها أن 5% من سكان قطاع غزة بين شهيد وجريح ومفقود، إضافة إلى التدمير المنهجي للأحياء السكنية والمؤسسات العامة وغيرها والبنية التحتية إلى حد جعل مناطق واسعة من قطاع غزة
منذ استئناف العدوان وحرب الإبادة بعد الهدنة التي استمرت أسبوعًا كاملًا، هناك سباق ما بين التوصل إلى هدنة أو هدن جديدة والتوصل إلى وقف تام لإطلاق النار.