ركب ثلاثتهم بحر غزّة بمركبٍ لم يسدّدوا ثمنه بعد. ركبوه من أجل لقمتهم وأهلهم، وكان قدرهم التعِس أن قادهم إلى اتجاهٍ صار ممتلئًا بموت أبنائه قبل أبنائنا. دفع الأخيرون ثمنًا أكبر بكثير ممّا كان ينتظره أصحاب المركب؛ حياتهم وحريّتهم وحريّة المركب ومآقي والديهم.
بين 2014 حتى اليوم، تجلّت المحطات الأكثر قسوةً على غزّة؛ حين ارتأى العدو انتقاماً من الجماهير، محوّلاً الحصار إلى مسامير في عظامها، ظناً منه بقدرته في اللحظات "اللاإنسانية" التي فرضها عليهم على انتزاع
"أبداً لن أنسى ساق نادية المبتورة من أعلى الفخذ، لا، ولن أنسى الحزن الذي هيكل وجهها واندمج في تقاطيعه الحلوة إلى الأبد… لقد خرجتُ يومها من المستشفى إلى شوارع غزة، وأنا أشدُّ باحتقارٍ صارخٍ على الجنيه
طيلة 11 عامًا من الحصار والحروب، وغزّة تحقّق مفارقة "تشاؤم العقل، تفاؤل الإرادة". حين يعجز العقل عن الانعتاق من البنية التي فٌرضت عليه، تبدأ الإرادة بالتداعي للتغطية على ذلك النوع من العجز. إرادةٌ هاد
لطالما استحالت عملية النهب والسلب الثقافي للفلسطيني رأفةً وإنقاذًا رحومًا في الخطاب الصهيوني العام، بل حاول الأخير تمويه الحدود بين صيانة الممتلكات الثقافية ومصادرتها إبان نكبة 1948. وفقًا لخطاب «الرأ
مطاعم واحتفالات وفنادق فارهة وحانات وصالات مساج واستجمام، وفي الخلفية صوت يتحدّث بالعبرية يرشدنا إلى "الحياة الأقلّ ظهورًا في الأراضي الفلسطينية"، وثمّة فلسطينيون يستأنس بهم ذاك الصوت "وحشته" في الضفة
مقدمة لطالما اعتبرت "أغاني أرض إسرائيل" ضرباً ثقافياً من كتابة التاريخ فوق تاريخ ماديّ فلسطيني، بل هي تشتمل على سلطة الإجهار والإسكات في الآن ذاته؛ الصمت والثرثرة، والرمز الاستعماري الطوباوي، وذاكر
ويعيدنا الرقم ثلاثة إلى ظلّنا الحقيقي، ودمنا المخبوء، ثلاثتهم محمّد، وثلاثتهم امتثلوا للممكن، بل واستفاضوا في التعبير عنه وتأجيجه، يأتي ممكنهم الذي لا لبس فيه ليسدّ "البديل" الذي لطالما تبجّح كثيرون ف
أريد أن أخبرك أنّه بعد اليوم لم تعد ملكًا لعائلتك، وفي ظلّها. لقد بتَ ظلًا لنا جميعا؛ نحن أصحاب الأجسام الخدرة الآن. "إحنا مقتنعين إنو الشهيد مش ابننا من يوم ما صار شهيد، هو ابن الشعب وملك الشعب وملك
فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: يوم أن يصبح أحدنا شهيدًا أو أسيرًا، فإنه يخرج من ظلّ عائلته ويصبح ظلّا لنا جميعًا، “إحنا مقتنعين إنو الشهيد مش ابننا من يوم ما صار شهيد، هو ابن الشعب وملك الشعب وملك ال
كانت الخليل أولى المدن في الضفة الغربية التي كسر فيها النظام الاستعماري نمط الاستيطان الطاهر المحدود، وأحلّ بدلًا منه نمط الاستيطان الطاهر المطلق الذي يستدعي تنوّعاً إثنياً مقابل السيطرة على الحيّز ال
برودةٍ كاوية، حملها معبر رفح إلى البرزخ. حملها وهي تهذي بأسمائنا وتناجي السماوات. كان قلبها الواجف ينضح صلاةً لنا، فيما قلوبنا تناطح فكرة الفقد. لكنّ بوابةً تناصف حافتي الحياة والموت غرست الخناجر في ق