غزة - قدس الإخبارية: أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان صحفي صدر مساء الإثنين، أن الاحتلال يواصل ارتكاب مجزرة مركبة وقيادة مخطط متكامل لهندسة المجاعة ونشر الفوضى في قطاع غزة، من خلال منع المساعدات وتسهيل نهبها، مع تحميله المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأوضح البيان أن ما دخل إلى القطاع اليوم لم يتجاوز 87 شاحنة مساعدات، تعرّضت غالبيتها للنهب والسرقة، نتيجة الفوضى التي يعمل الاحتلال على ترسيخها بشكل ممنهج، وبحماية مباشرة من جنوده وطائراته المُسيّرة، ما أدى إلى حرمان الفلسطينيين المحاصرين من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وأشار إلى أن عملية الإنزال الجوي التي نُفذت اليوم كانت محدودة للغاية، ولم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات، وسقطت في مناطق حمراء تشهد مواجهات عسكرية شرق حي التفاح وجباليا، حيث ينتشر جيش الاحتلال، ما يجعل من المستحيل على الفلسطينيين الوصول إليها.
وفي تطور خطير وصفه البيان بـ"المجزرة المركبة"، أقدم الاحتلال أولًا على منع إدخال الشاحنات، ثم استهدف بشكل مباشر نقاط تأمين المساعدات التابعة للعشائر والعائلات الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد 11 من عناصر التأمين، ليُفسح بعد ذلك المجال لإدخال الشاحنات التي وقعت في أيدي عصابات إجرامية مدعومة بالطائرات المُسيّرة والرصاص الحي، تحت غطاء من الاحتلال نفسه.
وأكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة لمنع وصول المساعدات إلى مستودعاتها أو مستحقيها، ما يُعد جريمة متعمدة متواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة.
كما حمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر وعمليات التجويع والفوضى، داعيًا إلى تدخل دولي فوري، وإقرار آلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات بما يتفق مع مبادئ العمل الإنساني.
ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي، تنصّل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، واستأنف الإبادة الجماعية، رافضًا كافة المبادرات الدولية لوقف العدوان.
ورغم تحذيرات أممية وفلسطينية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من مارس/آذار، ضمن سياسة التجويع الممنهجة التي يستخدمها كسلاح ضد الفلسطينيين.
يُذكر أن الاحتلال يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربًا بعرض الحائط النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أميركي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين.