بينما يقترب موعد زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، تكثر الأسئلة وتكثر التبريرات والتفسيرات التي تصدر عن مسؤولين عرب، مشمولين بالدعوة والحراك الأميركي، نحو عقد قمة في جدّة. ثمة من يفسر الدعوة لإقامة
ثمّة شعور عارم لدى النخب المجتمعية والسياسية الفلسطينية، بالإحباط والتشاؤم إزاء مجريات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على خلفية استمرار وتعمّق الأزمات التي تعصف منذ كثير من الوقت بالحركة الوطنية الفلسطينية والنظام السياسي.
أكثر من شهر مضى على جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، دون أن تتحرك الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها القضائية نحو إجراء تحقيق مهني، ما يتكرّر كسياسة عامة إزاء كل الجرائم، التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه.
بينما تتصاعد وتتّسع دائرة الحرب الشاملة التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين، حقوقاً وأرضاً، ومقدسات، وتتصاعد الرائحة الكريهة لسياسة التمييز والتطهير العرقي في كل زوايا فلسطين التاريخية، فإنّ المسجد الأقصى دخل فعلياً دائرة الخطر.
لا بد من ملاحظة الفارق بين المشهد الذي وقع في المسجد الأقصى العام 2000، حين اقتحم شارون المعارض في حينه، المسجد، وبين المشهد الذي وقع يوم الأحد الماضي، خلال ما تسمّى مسيرة الأعلام .
على الرغم من استمرار التصريحات والنشاطات التي تدين جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والمطالبة بتحقيق جدّي مستقل، ونزيه في ظروف الجريمة، إلّا أن إسرائيل تتصرف وكأن شيئاً لم يكن
على خطى غسان كنفاني، كتبت شيرين أبو عاقلة الرواية الفلسطينية بالدم.لم يكن طاقم "الجزيرة"، الذي تواجد في جنين لتغطية العدوان الإسرائيلي، يحمل سلاحاً نارياً، ولا حتى حجراً، وكان يحمل كل الإشارات التي تدلّ على انتمائه للصحافة، ولفضائية "الجزيرة".
لا يمكن لحكومة «الكوكتيل» العجيب أن تغطي على ضعفها وهشاشتها بعد فشلها المرة تلو الأخرى وخلال وقت قصير.
بينما يخوض الشعب الفلسطيني معاركه ضد العدوان الإسرائيلي على الأرض والشجر والبشر، ولحماية المسجد الأقصى من المخطّطات التي تستهدف تقسيمه زمانياً ومكانياً، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية يلوذ منصور عباس وقائمته «الموحدة»، بالصمت المريب.
لا يبدو أن التصريحات الأميركية التي تلحّ على ضبط النفس، والتعبير عن القلق، وصولاً إلى الزيارة التي قام بها وفد رفيع المستوى وضعيف الدوافع والرغبة في إجراء تبديل حقيقي في السياسة الأميركية، يمكن أن يلجم إسرائيل، لا يبدو أن كل ذلك، سيؤدي إلى نزع أسباب التصعيد.
تدرك إسرائيل أن لا حل ولا سلام لها طالما أنها تغلق كل الطرق أمام إمكانية الدخول في مسار سياسي يُفضي إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة العام 1967، وترك الفلسطينيين يحققون مصيرهم بأنفسهم.
أربعة عشر قتيلاً، وعدد أكبر من الجرحى والمصابين هي حصيلة العمليات المتلاحقة التي وقعت داخل أراضي 1948، وآخرها التي وقعت في شارع «ديزنغوف»، الشارع الأهم في تل أبيب.