ترجمة خاصة – قدس الإخبارية أثار الإفراج عن الجندي الأسير في غزة "عيدان ألكسندر"، الذي يحمل الجنسية الأميركية، عاصفة من الانتقادات في الداخل الإسرائيلي، وسط شعور متصاعد بأن "الجنسية الإسرائيلية لا تكفي لإنقاذ الأسرى"، وأن حكومة نتنياهو تخلت عن أسراها.
وفور إعلان الإفراج، عبّر والد الأسير الإسرائيلي في غزة "غي جلبوع دلال" عن خيبة أمله قائلاً إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فهم أن الوقت ينفد بالنسبة للأسرى، فاختار التحرك دون انتظار "إسرائيل". وأضاف: "اتضح أن جواز السفر الأميركي أغلى"، معربًا عن أمله أن يتمكن الوفد المفاوض في الدوحة من التوصل لاتفاق يعيد المزيد من الأسرى.
في السياق ذاته، أطلقت والدة الأسير "نمرود كوهين" صرخة بوجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إذ أمسكت بجواز سفر ابنها على شاشة القناة 12 العبرية وقالت: "بموجب هذا الجواز التحق نمرود كجندي مدرعات، وبموجبه كان على حدود غزة، وبموجبه بقي 584 يومًا في الأسر. ما قيمة هذا الجواز؟ هل نمرود يستحق أقل؟".
وقال عضو الكنيست موشيه تور-باز من حزب "ييش عتيد" ساخرًا: "هل ارتكبت خطأ؟ لقد تخلّيت عن جوازي الأميركي قبل سنوات. صحيح أنه لم يكن لدي خيار، لأن عضو الكنيست يجب أن يتخلى عن جنسيته الأجنبية، لكن ماذا لو وقعت بالأسر الآن؟ هل سأنتظر ترامب ليطلق سراحي؟".
من جانبها، ذكرت قناة "كان" العبرية أن هناك 23 أسيرًا إسرائيليًا حيًا في غزة، وأن هناك مخاوف جدية على حياة ثلاثة منهم، مضيفة أن هؤلاء لا يحملون جوازات سفر أميركية "تضمن لهم الخروج الفوري من الجحيم". فيما تساءلت القناة السابعة: "هل سيسارع الإسرائيليون الآن لإصدار جوازات سفر أجنبية تحميهم من الأسر؟".
وقالت مستوطنة "نير عوز" في غلاف غزة في بيان: إن إطلاق سراح عيدان ألكسندر بعد 584 يومًا من الأسر يوجه رسالة قاسية للإسرائيليين، مفادها أن "حياتنا أصبحت أقل قيمة". وأضافت أن الأسير الذي يحمل جوازًا أميركيًا يحصل على الأولوية، بينما يُترك الآخرون خلفه، في إشارة إلى 58 أسيرًا آخرين لا يحملون جنسية أجنبية.
وعلى شبكة إكس، كتب مستوطنون: "كل أم إسرائيلية يجب أن تعرف: لا ترسلي ابنك للقتال من أجل دولة لن تقاتل لأجله إن لم يحمل جواز سفر أميركي. أولئك الذين أنشدوا (أن نكون شعبًا حرًا في أرضنا) يرسلون الأمهات اليوم للتوسل في مكتب ترامب. عند تجهيز أمتعته للجيش، تحققي من جواز سفره؛ إنه أهم من الخوذة"
واليوم، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، أن كتائب القسام أفرجت عن الجندي الإسرائيلي الأسير "عيدان ألكساندر" الحامل للجنسية الأميركية، وذلك في إطار جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضحت الحركة أن هذه الخطوة جاءت بعد اتصالات مهمة مع الإدارة الأميركية، أبدت خلالها حماس "إيجابية ومرونة عالية"، مؤكدة أن "المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في ملف الأسرى"، بينما "مواصلة العدوان يطيل معاناتهم وقد يؤدي إلى قتلهم".
وجدّدت حماس استعدادها الفوري للشروع في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل يتضمن وقفًا مستدامًا لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة.
وفي السياق، حثّت الحركة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "مواصلة جهودها لإنهاء هذه الحرب الوحشية التي يشنّها مجرم الحرب نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في قطاع غزة".
وبحسب القناة 12 العبرية، فإنه وبعد الإفراج عن ألكساندر (21 عامًا)، وهو جندي في الجيش الإسرائيلي وُلد ونشأ في ولاية نيوجيرسي الأميركية، سينتقل إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
يُذكر أن ألكساندر ينضم بذلك إلى 38 أسيرًا أفرج عنهم ضمن اتفاق سابق لوقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن ينهار إثر استئناف جيش الاحتلال هجومه البري والجوي على القطاع في مارس/آذار.