فاطمة عبد الله - كاتبة من غزة
لا زالت تقف منذ زمن بعيد في ذلك المكان المعتاد بكل مرة تناجي بها عيون غريب سكن جسده المنفى البعيد .. تنتظره وقلبها ينبض بـ أمل اللقاء الحتمي والذي سيغير معه مجرى تاريخها الحزين ، تفتقد لـ وعد من تحب عاهدها به قبل رحيله إلي سفن الكون البعيدة .. الكنز المتوج فوق جبينها وهي قبعة من قطف الحرير تركها حبيبها إشارة منه بأنه ما زال حقيقة تلمس وسوف يعود ذات يوما عبر قطار الحياة إلي مرسى الأحبة.
صغيرتي صاحبة البشرة السمراء برغم من رقتها و جسدها النحيل إلا أنها لا تزال تحلم منذ الطفولة وتكن لمن تحب كل مشاعر جنون العشق الأزلي والذي فاق نجوم السماء .. والآن هي على موعد مع القدر ليأتي لها بحبيبها عبر قطار لا تعرف موعد وصله .. بكل مرة تحملها قدميها للآمال دون مقابل وتكتب رسائل الانتظار على أرصفة المحطة لم تصل ابدًا .
مخطأ من يظن أن أحلام الحب المستحيل تمنح القلب السكون ولا تظن يا من تكن بقلبك شي من القسوة لمن تحب إن أحلامها وهم .. فمنذ الأزل والأحلام لا تسكن سوى أصحاب القلوب النبيلة بعكس الكوابيس التي لم تخلق إلا للمنافقين في الحب.
نحن الآن على موعد نراقب من بعيد قبعة الحرير والجبين الزهري للفتاة تنتظر رفيق دربها وبقلبها بركان من الشوق المكنون وبين ذراعيها يكمن عشق يعانق روح الأحبة
كم ممتع ذلك الحب الواقع بين الممكن والمستحيل مع أن قسوة الانتظار عذاب في حد ذاته ولكن ثمة شي ما شعور لا يوصف وشموع لن تنطفئ حتى لو جاء القطار ورحل وحبيبها لم يأتي فهناك هاجس بقلبها يؤكد لها مع كل خذلان للقطار مودع أنها على أمل بقطار جديد سوف يأتي غدًا ويحمل معه الحلم المنتظر ..
يتبع ..