شبكة قدس الإخبارية

باحث إسرائيلي: السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية للواجهة ومن الصعب الآن تجاهلها 

2014-demo-1

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: قال أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة العبرية بالقدس إيلي فودة إنّ الباحثين والإعلاميين يميلون دومًا إلى استخدام تعبير “الشرق الأوسط الجديد” كلّما شهدت المنطقة أحداثًا كبرى مثل الحروب أو الثورات أو اتفاقات السلام. غير أنّ ما جرى في السابع من أكتوبر 2023، وما تبعه من حرب شاملة، أفضى إلى تغيّرات دراماتيكية من دون أن يحلّ المعضلات التاريخية، بل إنّ بعضها ازداد تعقيدًا. فـ"إسرائيل" اليوم تجد نفسها في بيئة متحوّلة باستمرار من حيث طبيعة الحروب، وتبدّل الأنظمة، وتغيّر التحالفات الإقليمية. ويمكن رصد ثمانية تحولات مركزية في النظام الشرق أوسطي منذ تلك اللحظة المفصلية.

وبحسب الباحث الإسرائيلي، ما تزال بؤر الصراع الرئيسية في المنطقة هي غزة وسوريا ولبنان، وكلّها تفجّرت من جديد بفعل تداعيات 7 أكتوبر بشكل مباشر أو غير مباشر. هذه الجبهات ليست جديدة بطبيعتها، لكنها أصبحت اليوم ساحةً لتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، وتعبيرًا عن تنافس القوى التي تسعى لترسيخ نفوذها أو ضمان موقع مميز لدى الولايات المتحدة.

ويرى أستاذ الدراسات الشرق أوسطية أن عملية حماس في السابع من أكتوبر أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد أن حاولت “اتفاقات أبراهام” تجاوزها. اليوم، ومع اعتراف 157 دولة بدولة فلسطين، بات من الصعب إعادة “الجنّ الفلسطيني إلى القمقم”، إذ أصبحت المسألة محورًا أساسيًا في كلّ نقاش إقليمي أو دولي حول مستقبل الشرق الأوسط.

وتابع أنه رغم وعود ترامب السابقة بالانسحاب من الشرق الأوسط، فإنّ انخراطه بعد الحرب تعمّق أكثر، متبنّيًا دور “الوسيط العالمي للسلام”. وهذا الانخراط عزّز من مكانة حلفائه، خصوصًا السعودية وقطر وتركيا. غير أنّ هذا التموضع يثير حذر "إسرائيل" ومصر وبعض دول الخليج التي لا تنظر بعين الرضا إلى علاقة واشنطن المتنامية مع أنقرة والدوحة.

وفي الخلاصة، يرى الباحث أنّ الشرق الأوسط بعد الحرب ليس “جديدًا” بالمعنى الحقيقي، لأنّ أمراضه القديمة ما زالت قائمة، لكنه أيضًا ليس “قديمًا”، إذ تشكلت فيه ديناميات جديدة تفتح الباب أمام ولادة نظام مغاير. ومع ذلك، فإنّ تحقيق شرق أوسط مختلف حقًا يظلّ مرهونًا بمعالجة تلك المعضلات المزمنة التي أثبتت عقودٌ طويلة صعوبة تجاوزها.