خاص قدس الإخبارية: يكشف الأسير المحرر جمعة أبو خليفة، من مخيم جنين، فصولًا من العذاب الذي تعرّض له في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث استغلّ الاحتلال الانشغال الإعلامي الكثيف بما يجري في قطاع غزة وتطبيق قوانين الطوارئ للانتقام من الأسرى الفلسطينيين عبر أساليب تعذيب بشعة وصلت حدّ القتل والاغتصاب والتجويع.
خليفة، الذي يستخدم طرفًا صناعيًا بعد إصابته في اجتياح مخيم جنين عام 2002، كانت معاناته مضاعفة؛ إذ صادر السجّانون طرفه الصناعي، فلم يعد قادرًا على الحركة إلا بصعوبة، مستعينًا بعكّازات تمت مصادرتها هي الأخرى قبيل الإفراج عنه، ليُترك بعدها عاجزًا عن الحركة تقريبًا.
ويؤكد أبو خليفة، الذي اعتُقل عدّة مرات في السابق، أن اعتقاله الأخير كان مختلفًا، إذ كان السجّانون ينتقمون منه كلّما وردت أنباء من مخيم جنين. لكنه يوضح أن معاناته لم تكن استثناءً، فأساليب التعذيب التي مورست ضده تعرّض لها الأسرى جميعًا من ضربٍ وشتمٍ وتجويعٍ وعزل.
يُشار إلى أن الاحتلال يتّهم أبو خليفة بأنه أحد قادة حركة حماس، وقد قضى في اعتقاله الأخير 28 شهرًا في الاعتقال الإداري، إضافة إلى سنواتٍ عدّة في اعتقالات سابقة. وكان قد أُصيب خلال معركة مخيم جنين عام 2002 برصاصة في الفخذ، وتمكّن من الوصول إلى منزل شقيقه في ذروة المعركة، حيث مكث ثلاثة أيام طريح الفراش دون علاج. وبعد ذلك، اعتقلته قوات الاحتلال وهي تتبّع آثار الدماء حتى عثرت عليه في حرش السعادة المجاور.
تزامن اعتقاله آنذاك مع مقتل 13 جنديًا من جيش الاحتلال في كمينٍ نفّذته المقاومة داخل المخيم، فانهال عليه الجنود بالضرب على رجله المصابة وسائر أنحاء جسده، ورفضوا تقديم العلاج له عقابًا على مقتل الجنود. وبعد أيام نُقل إلى مستشفى العفولة، حيث أُبلغ بدايةً أن البتر سيكون أسفل الركبة، لكنه تفاجأ بعد العملية بأن البتر تمّ من منتصف الفخذ، في ما بدا له وكأنه عمل انتقامي مقصود أكثر من كونه إجراءً طبيًا.



