شبكة قدس الإخبارية

مصدر مطّلع يكشف كواليس الرسائل المصرية لوفد "فتح" والسلطة خلال الحوارات في القاهرة

IMG_4079

خاص قدس الإخبارية: كشف مصدر مطّلع على الحوارات الفصائلية التي عُقدت في القاهرة بين 22 و24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تفاصيل رسائل مصرية وصلت إلى نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، باعتبارهما يمثلان وفد حركة "فتح" وقيادة السلطة الفلسطينية، خلال اللقاءات التي نظّمتها القاهرة مع كل فصيل على حدة.

وكانت شبكة قدس قد نشرت في وقت سابق تفاصيل غياب حركة "فتح" عن اللقاء الوطني الموسّع الذي عُقد مساء الجمعة الماضية، وهو الغياب الذي وصفته الفصائل الفلسطينية بأنه العقبة الأبرز أمام تحقيق التوافق الشامل، معتبرة أن موقف الحركة غير مبرر، وأن غيابها في هذه المرحلة الحساسة يضعف وحدة الموقف الفلسطيني.

وخلال الزيارة التي أجراها وفد حركة "فتح" والسلطة إلى القاهرة، عقد الشيخ وفرج لقاءات مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، إلى جانب اجتماعات أخرى مع وفدين من حركة "حماس" وتيار الإصلاح الديمقراطي (تيار دحلان)، جرت جميعها بضغط وتشجيع مصري في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية.

وفي أعقاب اللقاءات، أصدرت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة بيانًا مشتركًا تناول ملف إدارة قطاع غزة، جاء فيه أنها اتفقت على "تسليم إدارة القطاع إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء غزة تتشكل من المستقلين (التكنوقراط)، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة الإعمار، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل".

وأوضح المصدر أن الوفد الممثل لحركة "فتح" والسلطة الفلسطينية عبّر خلال اللقاءات عن استيائه من غياب دور فاعل للسلطة في إدارة غزة خلال المرحلة المقبلة. وقد طالب حسين الشيخ وماجد فرج بأن يتولى وزير الصحة ماجد أبو رمضان، الممثل للحكومة في رام الله وأحد أبناء القطاع، رئاسة لجنة إدارة غزة، غير أن القاهرة رفضت هذا المقترح، مؤكدة أن السلطة ستلعب دورًا "شرعيًا فقط" ضمن مرجعية اللجنة، دون أن تكون طرفًا إداريًا مباشرًا.

وبحسب ما نقل المصدر، فقد اختارت القاهرة قائمة اللجنة المقترحة لإدارة غزة من نحو أربعين اسمًا جرى التوافق عليهم وطنيًا، قبل أن تُقلّص القائمة إلى ثمانية أسماء جميعها من أبناء القطاع، في خطوة هدفت إلى منع إدخال شخصيات كانت خارج غزة خلال الحرب أو غادرتها لاحقًا. وشاركت في اختيار الأسماء مختلف الفصائل الوطنية، بما فيها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وأضاف المصدر أن حركة "فتح" كانت تطمح إلى أن تتولى السلطة الفلسطينية مهمة حشد الدعم الدولي للجنة إدارة غزة، إلا أن مصر شددت على أن هذه المهمة ستكون من اختصاصها، في إطار دورها الإقليمي الراعي للملف الفلسطيني ولعملية إعادة الإعمار.

وخلال اللقاءات، أبلغ الشيخ وفرج المسؤولين المصريين بتأييد السلطة لشرط "نزع سلاح حماس"، وطلبا من القاهرة العمل على تحقيق هذا الشرط ضمن المرحلة السياسية المقبلة.

وفي المقابل، أوضح المصدر أن قيادة حركة "حماس" كانت قد طلبت من حركة "فتح" عقد لقاء وطني للإعلان عن اتفاق رسمي يتم من خلاله استلام السلطة الفلسطينية للإدارة في القطاع، غير أن فتح لم تستجب لذلك الطلب.