شبكة قدس الإخبارية

حجب الحقيقة... والحرب على المواقع الإخبارية

76
خالد بركات

كُل سلطة سياسية ثقافية تتذاكى على الشعب ولا تأخذ بمقولة "تستطيع خداع بعض الناس في بعض الأوقات لكنك لن تستطيع خداع كُل الناس دائمًا" ستسقُط في أوحال وشرور أعمالها. وهذا دأب أجهزة "كيان أوسلو" وهي تشن حرباً على بعض المواقع الإعلامية وتسعى لإغلاقها وحجبها.. يحدُث كل هذا بالتوافق والشراكة والوكالة والتعاقد من الباطن، مع أصحاب السلطة ومع كيان العدوّ أيضًا..

هذا الواقع يعكس حالة الاحتقان المُتصاعدة والتي وصلت إليها العلاقة المشحونة بين الشارع الفلسطيني وكيان "أوسلو"، إذ يضيق كل منهما بالآخر، وهذا الشعور متبادل على أيّ حال وهو في طريقه إلى التعبير عن نفسه خارج الواقع الإفتراضي.. أي إلى الانفجار الشعّبي في الشارع والجامعة والمدرسة ضد الاحتلال وضد سلطة الحكم الذاتي في آن.

السلطة المُطلقة مَفسدة مُطلقة كما يقال. أنظر الى أجهزة اعلام السلطة الهجين وهو يقدّم لنا صورة وهميّة وكاذبة عن الوطن والمواطن بل والقضية كلها . ومُذيع يكذب كما يتنفس ومقابلات اعلامية لا تنتهي مع هياكل اوسلو من طراز عزام الاحمد والرجوب وحسين الشيخ هدفها تسويق بضاعة فاسدة وتعذيب الناس أكثر. إعلام فلسطيني رسمي و"سافل" يحترف تصنيع الزيف بينما يهزأ بمن يصنع الصواريخ في القطاع الباسل.

وحين يعجز إعلام السلطة في المواجهة "الناعمة" يُحرّض ضد إعلام شعبي فلسطيني منافس ونقيض له، يرى فيه تهديد لروايته وخبره وكل وجوده. إعلام أوسلو يتعمد خلط الحابل في النابل بهدف الخداع والتضليل. هذه وظيفته وهذا دوره أصلاً.

قائمة طويلة من المواقع الاعلامية الفلسطينية يريد عباس حجبها وشطبها ، قائمة فيها مواقع اعلامية وثقافية مُحترمة وأخرى هدفها الترويج الرخيص لمنافسي عباس وغريمه دحلان.. تمامًا مثل ما يسمى "لوائح الإرهاب" التي تصدرها الدول، تتعمد الخلط عن قصد، وتضع الجبهة الشعبية و القاعدة وجيش الشعب الجديد وحزب الله والجيش الثوري في كولومبيا والجهاد الإسلامي وجماعة أبو سياف...وغيرهم ، في قائمة واحدة وتقول : كُلهم سواسيّة .. إرهاب!

خارج النص: كُنت في العاشرة من العمر أبيع الصُحف في البلدة القديمة ولا أفهم كيف يشتري الأستاذ حمدان الجريدة، كل يوم، يجلس ويقرأ ويهز رأسه، يشتم الاحتلال والأنظمة ويبصق على صورة الملك حسين وبيغن ويسخر من الجريدة ورئيس التحرير، كان يقول لا بد من جريدة في البلد غير هذه السفالات.. لقد شرح لي لماذا كلّما صدرت جريدة أسبوعية ثورية وفقيرة منعها الاحتلال وأغلقها وبتحريض من بعض أصحاب الصحف والمجلات المدعومة من قيادة المنظمة والنظام الأردني!