منذ توقيع الإمارات اتفاق التطبيع مع الاحتلال الاستعماري في فلسطين، بدا واضحا أنه لن يكون تطبيعا عاديا كالذي تم بين دول عربية أخرى عقدت سابقا معاهدات سلام مع الاحتلال، وخصوصا مصر والأردن.
كتب الكثير حول الظهور "الذي تم ترتيبه" للسفير السعودي السابق في الولايات المتحدة بندر بن سلطان، وبات معروفا للجميع أن الرسالة الأهم من هذا الظهور هي الجملة الأخيرة التي قالها ابن سلطان
أدى فشل محادثات "كامب ديفيد" عام 2000 إلى إنهاء حلم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بناء على اتفاقات أوسلو، وهو ما تسبب بشكل غير مباشر باندلاع انتفاضة الأقصى
لا أحد يصدق أن اتفاق التطبيع الإماراتي مع الاحتلال يهدف إلى تحقيق السلام، أو إلى إنهاء مشروع الضم للضفة الغربية والقدس. فالسلام بصيغته المتوافق عليها دوليا، وإن كانت مرفوضة شعبيا على المستوى العربي
ليست القدس أو المسجد الأقصى مجرد مقال في موقع إلكتروني، ولا بيانا سياسيا لفصيل فلسطيني أو لحزب عربي خامل لا يملك من أمره إلا إصدار البيانات، ولا مرسوما حكوميا يقرر إن كان الأقصى رمزا لجماهير أمة إسلامية
لا يمكن فهم محاولات شيطنة الفلسطيني وتبرئة الاحتلال في الدراما العربية وخصوصا الخليجية إلا في سياق التغيرات السياسية التي تجري في المنطقة.
رغم إيماننا الذي لا يتزحزح بأن الصراع مع الاحتلال هو صراع عربي وإسلامي وإنساني وليس فلسطينيا بالأساس، إلا أن اللحظة الراهنة بعد إعلان ترامب المتغطرس لصفقة القرن تفرض تعاطيا جديدا على الفلسطينيين، وهو "قلع شوكهم بأيديهم".