تمر الذكرى الـ23 لاندلاع انتفاضة الأقصى في لحظة سياسية فارقة قد تُشكّل محطة محورية في تاريخ الشعب الفلسطيني، بمقدار ما شكّلته محطة انتفاضة الأقصى ولربما أكثر. بالطبع، لا مجادلة في أهمية انتفاضة الأقصى
تتصاعد الأحداث بشكل متسارع على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتتوالى وتتوسع فعاليات المواجهة الشعبية التي يخوضها الشباب الثائر بشكل شبه يومي مع جيش الاحتلال في 4 نقاط تماس موزعة ما بين شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
منذ أسابيع، تشهد المنطقة المتاخمة لخط التماس مع الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة، تحركات لشبان تخللها مواجهات مع نقاط جيش الاحتلال وإشعال للإطارات المطاطية واستخدام أدوات ووسائل المقاومة الشعبية، في مشهد بدأ بتحريك مخيّمات العودة
حرّك مقال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في صحيفة “نيويورك تايمز” الرأي العام حول جدية الإدارة الأمريكية في الضغط للوصول إلى اتفاق تطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال، يشمل اتفاق أمريكي واسع مع السعودية حول العديد من العناوين أبرزها: العلاقة السعودية مع الصين، أسعار النفط العالمي وترطيب العلاقة الجافة منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، إلى جانب التطبيع مع الاحتلال.
عبر مرسوم رئاسي، أحال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس معظم محافظي السلطة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة إلى التقاعد. وشمل المرسوم، كلاً من محافظي: جنين، نابلس، قلقيلية، طولكرم، بيت لحم، الخليل، طوباس، أريحا والأغوار، شمال غزة، غزة
لم تتوقف التطورات الميدانية منذ انتهاء العملية العسكرية العدوانية التي استهدفت مخيّم جنين مطلع تموز/يوليو وفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه أمام صمود المقاومة ضمن معركة “بأس جنين” ونجاحها في تحويل العدوان الأكبر على المدينة والمخيّم منذ “السور الواقي” بالعام 2002 إلى انتصار كبير عزّز من حضور المقاومة وتماسك حاضنتها الشعبية.
انتهى اجتماع الأمناء العامين للفصائل والقوى الفلسطينية بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد أن استمر لمدة تقارب الخمس ساعات كان جلّها كلمات الأمناء العامين الحاضرين وكلمة رئيس السلطة.
استعرت حملات الاعتقال السياسي بشكل غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة وتركزت بشكل مكثف في مدينة ومخيّم وريف جنين، مستهدفةً كوادر من “كتيبة جنين” وحركة الجهاد الإسلامي في المحافظة وجلّهم أسرى محررون ومقاومون.
على أثر الهجوم العدواني الكبير للاحتلال على مخيّم جنين للقضاء على مجموعات المقاومة الناشطة في شمال الضفة الغربية، والتي يُعدّ المخيّم أكبر قلاعها، تداعت “القيادة الفلسطينية” للاجتماع، وهي بالمناسبة صيغة “فضفاضة” لاجتماع فصائل منظمة التحرير وقادة الأجهزة الأمنية
عشرات الغارات الجوية استهدفت عدة مواقع داخل مخيّم جنين، كانت إشارة البدء لانطلاق عملية عسكرية لجيش الاحتلال تستهدف القضاء على بنية المقاومة في مخيّم جنين، الذي زحفت باتجاهه المئات من آليات جيش الاحتلال على اختلاف أحجامها وأوزانها بدءاً من الجيبات مروراً بناقلات الجند وليس انتهاء بالجرافات المدرّعة والمجنزرة.
قوة خاصة من المستعربين، يتبعها آليات عسكرية ناقلات جند وجرافات وجيبات لجيش الاحتلال، تنفّذ عملية اعتقال أو اغتيال لمقاوم من المقاومين ومن ثم تنسحب، هكذا اعتاد الاحتلال تنفيذ عملياته في العامين الأخيرين، بعد أن بدأت المقاومة المسلحة تعود للميدان وتشتبك مع القوات المقتحمة.
في الأيام الأخيرة لشهر أيار/مايو المنصرم، بدأ جيش الاحتلال المناورات العسكرية المشتركة لـ”هيئة الأركان” التابعة له تحت اسم “اللكمة القاضية” والتي ستسمر لأسبوعين. ووفقاً للإعلان الرسمي لجيش الاحتلال، ستحاكي المناورة قتالاً متعدد الجبهات في الجو والبحر والأرض والسايبر