شبكة قدس الإخبارية

الشهيد نصاصرة.. ارتقى على طريق حلمه

هيئة التحرير

نابلس – قُدس الإخبارية: غادر منزله بشكل طبيعي كما يفعل كل يوم، ذهب لمدرسته وانتظم في دوامه، ثم استشهد وسط ذهول أهله وأصدقائه الذين تلقوا الخبر ولم يعلموا ما الذي ذهب بابنهم إلى بورين بالقرب من حاجز حوارة.

إنه عبدالله نصاصرة (15 عاما) من بلدة بيت فوريك قضاء نابلس، الشهيد الـ 126 في الانتفاضة الشعبية التي انطلقت مطلع شهر تشرين أول الماضي، لكنه ليس الأول في بلدته بيت فوريك خلال هذه الفترة، التي شهدت فيها البلدة على واحدة من أقوى عمليات الانتفاضة، وهي العملية التي وقعت قرب مستوطنة "ايتمار" في بداية الانتفاضة وأدت لمصرع ضابط في الاستخبارات وزوجته.

 بعد ظهر اليوم الخميس، أطلقت قوات الاحتلال النار على فتى قرب مفرق بورين غير بعيد عن حاجز حوارة جنوب نابلس، وأعلنت أن القتل كان نتيجة الاشتباه بنية الفتى تنفيذ عملية طعن، ثم قالت إنها عثرت على سكين بحوزة الشهيد، قبل أن تؤكد مصادر رسمية أن الشهيد هو عبدالله نصاصرة.

ويقول محمد نصاصرة ابن عم الشهيد، أن عبدالله غادر منزله بشكل طبيعي إلى مدرسته كما اعتاد أن يفعل في كل صباح، وفي مدرسته قدم امتحانا كان مقررا عليه اليوم، وبينما كانت العائلة تنتظر عودته للمنزل تلقت خبر استشهاده دون أن تعلم عن سبب توجهه إلى موقع إعدامه.

ويوضح نصاصرة، أن ابن عمه عرف بتميزه في دراسته وتفوقه، وقد تحدث أصدقاؤه المقربون اليوم عن علمهم بنية الشهيد التوجه إلى مدرسة صناعية لإتمام دراسته الثانوية فيها والحصول على ثانوية عامة (صناعي)، معلقا، "لكن قضاء الله كان أقرب ورصاص الاحتلال قطع الطريق على ما أراد".

ويضيف لـ قُدس الإخبارية، أن الشهيد كان واحدا من أفراد عائلة مكونة من 10 أشقاء (6 ذكور و4 إناث) بالإضافة للوالدين، وكان قبل الأخير من حيث ترتيب الأعمار، مبينا، أن العائلة عرفت بالتزامها الديني وأن والد الشهيد يعمل إماما لأحد المساجد في المنطقة.

ويتابع نصاصرة، "عبدالله كل أهل البلد بشهدوله بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة، كان ملتزم وبحافظ ع جميع الصلوات، وبنفس الوقت كان منفتح على الناس والمجتمع ووسائل التواصل وكان رياضي ومهتم بالأندية وتحديدا الأندية في البلد".

يشار إلى أن قوات الاحتلال اختطفت جثمان الشهيد عبدالله، ليكون هو الشهيد الـ 56 الذي تحتجز قوات الاحتلال جثمانه في مكان مجهول دون أي معلومات عن موعد تسليم جثامينهم.