رام الله – خاص قُدس الإخبارية: في حين تواصل قوات الاحتلال جرائم الإعدام الميدانية التنكيل بالفلسطينيين، تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن "رزمة لفتات" سيطرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "كبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين"، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا الإثنين.
وتوجه نتنياهو إلى واشنطن اليوم في زيارة سيلتقي خلالها بأوباما لأول مرة منذ أزمة الملف النووي الإيراني، وذلك بعد يومين فقط من إعلان الإدارة الأمريكية صراحة عن يأس أوباما من إمكانية العودة للمفاوضات أو تحقيق أي حلول سلمية خلال فترة حكمه.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي عطا صباح، إن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقة بين أوباما ونتنياهو توترا شخصيا، يوازيه توتر بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، متوقعا أن يؤثر هذا التوتر على سير الاجتماع، لكنه لن يضرب التحالف الاستراتيجي بين الجانبين.
ويرى صباح في حديثه لـ قُدس الإخبارية، أن نتنياهو سيركز على المساعدات الأمريكية بشكل أكبر من أي ملف آخر، حيث سيطلب زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية من 3 مليارات دولار إلى 5 مليارات دولار، كتعويض لها بعد توقيع الإتفاق النووي الإيراني.
واستبعد صباح أن يستجيب أوباما لهذا الطلب، مبينا، أن التسريبات تشير إلى إمكانية رفع المساعدات مليارا واحدا فقط، وهو ما يتوافق مع ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية بأن المساعدات ستكون أقل مما هو مأمول.
وعن التسهيلات المزعومة، أكد صباح أنها ستكون متعلقة بطبيعة الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة وغزة، حيث سيرفع الحواجز بين المدن وسيسهل من حرية الحركة، وسيرفع الحواجز التي أقيمت في القدس وعلى مداخل بعض القرى والمدن الفلسطينية، كما يُتوقع أن يزيد عدد تصاريح العمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 للعمال الفلسطينيين.
ورجح صباح، أن يشمل تخفيف القيود كافة المدن الفلسطينية، خاصة في المجال الاقتصادي، منوها إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تطالب بمنح الفلسطينيين هذه "التسهيلات" كي لا ينفجر الوضع بشكل أكبر ويزداد الوضع الأمني تدهورا.
وكان مسؤول أمريكي مقرب من أوباما أكد أن الأخير فقد الأمل من إمكانية التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال فترة حكمه، وسيطالب نتنياهو خلال لقائهما بالعمل للحيلولة دون قيام دولة ثنائية القومية، ولتسهيل حل الدولتين بشكل أكبر.
واعتبر صباح أن أوباما رفع بالفعل يده عن القضية الفلسطينية لأنه سيغادر السلطة بلا عودة بعد انتهاء فترة ولايته الثانية، مضيفا، أن أوباما غير معني بمنح الرئيس الذي سيليه سواء كان ديمقراطي أو جمهوري الفرصة لتحقيق أي إنجاز من هذا القبيل.
وأشار إلى تسريبات إسرائيلية تتحدث عن مساع يقودها وزير خارجيته جون كيري بالتعاون مع أطراف أوروبية وعربية ضمن فترة زمنية محدودة لإطلاق مفاوضات جديدة.
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن اللقاء سيهدف بالدرجة الأولى للحصول على مساعدات أكبر من الجانب الأمريكي، لكنه قال إن الملف الفلسطيني سيكون حاضرا لكن بشكل غير هام، لأن "إسرائيل" وفي ظل اقتراب الولايات المتحدة من انتخابات رئاسية جديدة لا تريد منح الرئيس محمود عباس أي إنجاز.
وأوضح عوض لـ قُدس الإخبارية، أن أوباما قد يضغط على نتنياهو لتخفيف القيود على الفلسطينيين بهدف امتصاص غضبهم وتفكيك موقفهم، وجعل الخلاف فلسطينيا – فلسطينيا وليس فلسطينيا – إسرائيليا، مؤكدا، "واشنطن دائما تتجاهل المطالب الفلسطينية وإسرائيل تلجأ دائما للتطرف، لذلك لا يجب توقع الكثير من هذا اللقاء".
أما عن التسهيلات الإسرائيلية المزعومة، فهي كما قال عوض حقوق فلسطينية مسلوبة ويجب تقديمها بشكل بديهي، مضيفا، أن أقل هذه الحقوق هي حرية الوصول للأقصى وكف يد المستوطنين، وحرية الحركة والسفر، وإيصال الوقود لقطاع غزة، وإزالة المكعبات الاسمنتية عن القرى والمدن.