غزة- قُدس الإخبارية: عبر سماعة الهاتف كان صوته ضعيفًا، مما أثار القلق في قلب والدته التي ما لبثت أن ألحت عليه بالسؤال إن كان يشكو من شيء، وطالبته بإبلاغ إدارة سجون الاحتلال بضرورة إجراء فحوص طبية.
وكشفت الفحوصات الطبية التي أجراها الأسير إياد الجرجاوي (34 عاماً) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، عن ورم أسفل الدماغ، لم يتحدد نوعه بعد.
وقالت والدة "إياد"، إن العائلة تواجه فاجعة كبرى، ففي الوقت الذي نهيأ أنفسنا للفرحة بخروجه حرًا، يأتينا هذا الخبر الصادم الكارثي، مضيفة: "الجميع يبكي، والخبر صدمنا جميعًا".
وأضافت في حديثها عنه: "إياد دخل إلى السجن سالمًا معافى زي الورد، وصدمنا بخبر مرضه، لكنني أستودعه الله كل يوم، وطالما استودعت الله فهو في أمان الله وحفظه".
وتابعت: "قلبي يبكي ويدمي، لكنه ثابت، وكلي يقين أن الله قادر على تغيير الأمور لكافة الأسرى"، مضيفة: "كسروا فرحتنا، فرحة الأسير هي الأكبر والأجمل، لكنها كسرت في قلوبنا".
"أين الإنسانية؟ أين حقوق الأسرى؟ لا نرى شيئًا، فقط نرى أسرى يعذبون، يذوقون من العذاب ألوان، يواجهون البرد القارس وهم عراة، والمرض والتنكيل والتعذيب، والقمع في الليل والنهار، والعزل لفترات طويلة من شهور وحتى سنوات، حتى يفقدونهم عقولهم"، تقول والدة الأسير.
ويعتقل الجرجاوي، منذ تسع سنوات، ويقبع حاليا في سجن (جلبوع)، يعاني منذ أشهر من صداعٍ مؤلم ومستمر وتشنجاتٍ متكررة، إضافة إلي معاناته من مضاعفات إصابته برصاصٍ متفجر في البطن، تعرض لها قبل اعتقاله، وقد واجه مماطلة من قبل إدارة السجون في إجراء الفحوصات اللازمة له.
ويناشد الأسير المؤسسات الحقوقية والأهلية والدولية، بالتدخل للاطلاع علي أوضاع الأسير، والعمل علي سرعة إجراء الفحوصات المطلوبة، وتقديم العلاج اللازم له.
يُذكر أن إصابة الجرجاوي في السرطان، أدت لارتفاع عدد الأسرى المصابون بالسرطان إلى 18 أسيراً، جميعهم يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي على يد إدارة سجون الاحتلال.
الأسير الجرجاوي، من خانيونس، اعتقل بتاريخ 13 حزيران 2011، أثناء عودته من رحلة علاج في مستشفى المقاصد الخيرية في القدس المحتلة، وقد وجّه له الاحتلال 22 تهمة تتعلق بالمقاومة، وحّكم بالسجن لمدة 9 سنوات شارفت علي الانتهاء.