فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: منذ قرابة شهرين، ومع تصاعد المواجهة العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال، نفذ الحزب عمليات استهداف مباشرة، طالت المصانع العسكرية الإسرائيلية الواقعة شمال فلسطين المحتلة.
كانت فاتحة عمليات الحزب باستهداف الماصانع العسكرية، قصفه لمجمع الصناعات العسكرية لشركة "رافائيل"، المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة "زوفولون" شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ، في إطار الرد على مجزرتي تفجير أجهزة "البايجر" وأجهزة اللاسلكي، بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين توالت عمليات استهداف المصانع العسكرية الإسرائيلية.
ثم أعلن الحزب فيما بعد، عن استهدافه قاعدة "7200" العسكرية جنوب مدينة حيفا، وقصف مصنعاً للمواد المتفجرة فيها بصلية من الصواريخ، بتاريخ 12 تشرين أول/أكتوبر الجاري، إضافة لعدة عمليات مشابهة استهدفت المصانع والشركات في منطقة نهاريا، تأتي هذه العمليات ضمن استراتيجية الحزب التي اتخذها بالقتال، وتكوينه لبنك أهدافٍ على مدار الشهور الماضية، فكيف نجح الحزب في ذلك؟
الهدهد وبناء البنك
في شهر حزيران/يونيو الماضي، أعلن حزب الله عن تنفيذه لمهام استطلاعية بواسطة طائرة مسيرة أُطلق عليها اسم "الهدهد"، في حين استطاعت هذه الطائرة التجول في أجواء شمال فلسطين المحتلة، وتوصويرها، لمجمع الصناعات العسكرية لشركة "رافائيل" ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، كما ظهر مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينة "ساعر 4.5" المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة "ساعر 5".
وتكرر ذات الأمر في مطلع شهر تموز/يوليو، بث الإعلام العسكري للحزب لمشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقار قيادية ومعسكرات في الجولان السوري المحتل، فيما طال استطلاع الهدهد منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي تم استهدافه قبل أيام في قيسارية المحتلة.
وعمل الحزب على تكوين بنك أهدافٍ واسع، وهو الذي سيقوم بتوجيه ضرباتٍ صاروخية له بعد شهرين من تصاعد المواجهة، بهذا فإن عمليات الحزب الاستطلاعية التي أعلن عنها بدأت بشكل فعلي قبل شهور وبطريقة دقيقة، لتكون تلك المرحلة مرحلة بناء البنك.
"رفائيل" والاستهداف الدائم
تُعد "شركة تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية" من ابرز الشركات العسكرية، والتي تأسست كمختبر لبحث وتطوير الأسلحة والتكنولوجيا في وزارة حرب الاتحلال، وكانت تسمى من قبل "سلطة تطوير الأسلحة"، وتشكل الأحرف الأولى للاسم بالعبرية كلمة "رافائيل"، في حين بدأت رحلة تأسيسها منذ عام 1948 بالتزامن مع التأسيس الفعلي لكيان الاحتلال.
وفي عام 2002، أصبحت "رافائيل" شركة حكومية مستقلة، وهي تهتم بتطوير وإنتاج الأسلحة والتقنيات العسكرية والدفاعية لجيش الاحتلال، كما تسعى لتصدير منتجاتها العسكرية للخارج، وتخضع مشاريعها الحالية في تطوير الأسلحة للسرية.
ولعل أبرز منتجات "رافائيل" العسكرية منظومة "القبة الحديدية"، والقبة المتخصصة بإسقاط الطائرات المسيرة، وصواريخ "سبايدر" ومنظومة "مقلاع داود" الدفاعية.
وخلال عام 2016، سجلت الشركة أرباحاً صافية سنوية بلغت 473 مليون شيكل (حوالي 130 مليون دولار أميركي)، بزيادة 3% مقارنة بـ459 مليون شيكل (130.80 مليون دولار) عام 2015.
إضافةً لتعاونها مع العديد من الشركات الأميركية، مثل: "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin)، و"رايثيون" (Raytheon)، والشركات الأوروبية مثل: "تاليس" (Thales)، و"إيدس" (EADS)، في مجالات متعددة مثل مشاريع الصواريخ والطائرات المسيرة وأنظمة الأسلحة.
وخلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي استهدف حزب الله مصانع الشركة ثلاث مرات.
شركات أخرى تحت نيران حزب الله
قبل أسبوع، أعلن حزب الله عن استهداف قاعدة "زوفولون" للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المحتلة بصلية صاروخية، وقبل 3 أيام، أعلن "حزب الله" اللبناني استهداف شركة "يوديفات" للصناعات العسكرية قرب عكا بسرب من المسيّرات، فيما أفادت مصادر عبرية بوقوع إصابتين في المنطقة الصناعية بالجليل الأعلى.
وبشكلٍ يومي يستهدف حزب الله المواقع العسكرية الإسرائيلية، والمستوطنات شمال فلسطين المحتلة بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، الأمر الذي أوقع خسائر بشرية واقتصادية في صفوف الاحتلال، ولا سيما مع إنعدام الأمن في تلك المنطقة وتوجيه الحزب إنذارت إخلاء لعدة مستوطنات التي تعطلت الحياة بها بكافة أنشطتها الاجتماعية والاقتصادية.