فلسطين المحتلة - متابعة قدس الإخبارية: مع إعلان جيش الاحتلال رسميًا انتهاء عدوانه على "إيران"، بعد غارات شنها على مواقع مختلفة فجر اليوم السبت، حتى بدأت تتكشف حالة من ضعف رد إسرائيلي، مقابلة نجاح إيران في تثبيت معادلة الردع.
وكان موقعي "واللا" العبري، وأكسيوس الأمريكي نقلا عن مصادرهما أن "إسرائيل" أبلغت إيران عبر وسطاء قبل الهجوم بساعات عن طبيعته وحجمه وطلبت منها عدم الرد عليه.
وتابعت "شبكة قدس" تغريدات لمستوطنين هاجموا فيها نتنياهو بالقول: "أنت جبان، إيران أدخلتنا جميعنا للملاجئ عندما ضربَتْ، وعندما ضربْتَ أنت كانت شوارعهم مليئة بالناس كالمعتاد"
أما زعيم المعارضة في دولة الاحتلال، "يائير لابيد"، فقال إن قرار عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران كان خاطئاً وكان بإمكاننا بل وكان ينبغي لنا، أن نجبي ثمناً باهظاً منها.
بدوره، قال النائب في "الكنيست" من حزب "الليكود"، تالي غوتليب: "إن عدم مهاجمة المنشآت الاستراتيجية الإيرانية والنووية والنفطية خطأ فادح، لقد أهدرنا الفرصة لإضعاف فرص إيران في التحول إلى قوة نووية لسنوات عديدة".
أما عضو كنيست الاحتلال، "فلاديمير بيليك" فقال إنه "لا بد من الاعتراف بأن حكومة نتنياهو تجنبت إلحاق ضرر استراتيجي بالنظام الإيراني، وبالتنسيق الكامل مع إدارة بايدن، وهناك فجوة عميقة بين تصريحات نتنياهو وأعضاء حكومته والنتائج على الأرض.. هذه حكومة فاسدة وفاشلة، لا تعرف كيف تحقق النصر"
على الجهة المعاكسة، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني: الهجوم الإسرائيلي تسبب في خسائر محدودة ونفتخر بقدرات بلادنا الدفاعية.
وعلّق رئيس مجلس حماية مصالح النظام الإيراني والقائد السابق للحرس الثوري، محسن رضائي، عبر منصة "إكس" إن "عدوان النظام الصهيوني على إيران كان أكثر من مجرد استعراض للقوة، كان علامة على خوفهم وفرارهم".
بينما أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس: بجاهزية الجمهورية الإسلامية ودفاعاتها الجوية وتصدّيها للهجوم الصهيوني، والذي نجح في إبطال فاعليته، وعزّز من موقف شعوبنا الحرّة ومقاومتها الباسلة، ونضالها ضد الهيمنة الصهيونية والأمريكية."
خبراء: الردع أثبت فاعليته
وعلّق خبراء على ما أثبته الهجوم الإسرائيلي على نجاح إيران في تثبيت معادلة الردع، في عملية "الوعد الصادق 2" في الأول من أكتوبر\تشرين الأول 2024.
وقالت الخبيرة بالشأن الإيراني، فاطمة الصمادي إن ما حدث فجر اليوم، هو اختبار حقيقي لتأثير الضربة الإيرانية "الوعد الصادق 2" في قدرتها على بناء حالة من الردع.
وأشارت إلى أن الحسابات الإيرانية بخصوص خلق حالة ردع لم تكن دقيقة بشكل كبير عملية "الوعد الصادق 1" في إبريل\نيسان 2024، لذلك تم تصميم "الوعد الصادق ٢" بناء على هذه المعطيات.
وأضافت أن العدوان الإسرائيلي فجر اليوم هو اختبار لمدى القوة التي وصل لها الردع الإيراني مقابل الإسرائيلي، هذا لا يعني أنها حالة ردع كاملة، لكنها بالتأكيد فعالة، لأن مستوى الهجوم الإسرائيلي مقارنة بما توعد به نتنياهو كان فاشلًا، وكأنه "لم يضرب".
بدوره، قال الباحث الاستراتيجي أحمد الطناني إن دولة الاحتلال ردت بهجوم يفترض أن يثبت قدرتها على الرد والهجوم بشكل مباشر على ايران، دون أن تستدعي ردًا إيرانيًا مباشرًا، وبالتالي هو جوهريًا هو مصمم كرد تستوعبه ايران.
الحركة في شوارع طهران كما رصدتها شبكة خبر . pic.twitter.com/q9xEYU8wcc
— Fatima Alsmadi | فاطمة الصمادي (@AlsmadiFatima) October 26, 2024
وأشار الطناني أن لجولة الحالية هي : "ربح صافي لايران، في معادلة الردع مع اسرائيل، وفي معادلات الاقليم، وكل ما حاول الاحتلال تثبيته منذ بداية حرب الإبادة حتى الآن بالمعنى الإقليمي وتعزيز الردع"
ولفت إلى أنه تذكير الشرق الأوسط بحدود القدرة الاسرائيلية،حيث يتلاشى تدريجيًا منذ بداية أكتوبر الحالي، ابتداء من الهجوم الإيراني مطلع الشهر وتثبيت قدرة ايران على ضرب العمق الإسرائيلي بصواريخ نوعية تتخطى كل طبقات الدفاع الجوي، مرورًا بالتعافي الواضح وسلامة القدرات التسليحية والقيادية لحزب الله، وليس انتهاء بعدم القدرة الإسرائيلية على حسم أي جبهة من جبهات الاشتباك عسكريًا، والفشل في تفكيكهم عن الترابط.
وأوضح: "بالمعنى الاستراتيجي إيران شكلت استراتيجية وحدة الجبهات، فيما تتراجع فعالية الحلف الدفاعي الأمريكي المشترك في الشرق الأوسط، والذي أعتقد أن دول الخليج ستسارع في اعادة حساباتها بخصوصه."
أما المحلل السياسي محمود يزبك، فقال إنه بعد خروج السبت، والعطلة اليهودية، سنرى تعليقات المحللين الإسرائيليين والانتقادات على الهجوم.
وأكد يزبك أن ما حدث يثبت أن دولة الاحتلال لا تستطيع الرد لوحدها، فهي تهدد دون إمكانيتها على الرد لوحدها على ذلك، بل هي بحاجة إلى الدعم الأمريكي من ناحية الأسلحة والمضادات والصارويخ، بمعنى أن القرار الإسرائيلي أصبح الآن يعني مربوط بالقرار الأمريكي.
ووصف يزبك: "جاء الرد الإسرائيلي ليس اختيارا إسرائيليًا بل قرارًا أمريكيًا"
وتابع: "هنا يعيد المسألة إلى بداياتها، إلى حقيقة أن أمريكا تستطيع إذا أرادت أن تضغط على دولة الاحتلال، وقوة الردع الإيرانية أثبتت نفسها إثبات كبيرا جدا مقابل القوة الإسرائيلية المحدودة عمليا دون المساعدة الأمريكية وهذا يثبت من جديد محدودية القوة الإسرائيلية في المنطقة لإيران وغير إيران."
من ناحية أخرى، قال موقع "نور نيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي في إيران: لا يمكن تجاهل العمل العدواني الإسرائيلي على إيران بغض النظر عن ضعفه أو محاولات التضخيم، وسياسة إيران هي الرد على العدوان دون تأخير أو تسرع.
وكان الاحتلال الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات الجوية على إيران في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، وسُمع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، فيما أعلنت الأخيرة نجاخا في التصدي للعدوان الإسرائيلي.
وبدأ العدوان الإسرائيلي قبيل الساعة الثانية فجرا على طهران، ولاحقا تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن موجة ثانية من الهجمات الإسرائيلية ضد إيران استهدفت مواقع بعضها في شيراز، ثم نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن الاحتلال استهدف إيران بـ3 موجات من الضربات، وأن الموجات الأولى من تلك الضربات الإسرائيلية استهدفت نظام الدفاع الجوي لإيران.