أقوم بالتعاون مع الدكتور حسن خريشة بتشكيل قائمة للمستقلين الذين لا ينتمون لفصائل وأحزاب فلسطينية وليسوا مأجورين لأي دولة في العالم ولم يترأسوا أبدا منظمة غير حكومية. هناك من يتجاوبون، وأعداد المنضمين للقائمة تتزايد يوما بعد يوم.
وبالطبع لا يتم قبول الشخص في القائمة إلا بعد التمحيص والتدقيق بأوضاعه الاجتماعية والأخلاقية ورغبته بالتضحية من أجل الناس والوطن.
عدد كبير من الناس يقولون إنهم سيقدمون لنا كافة أنواع الدعم، لكنهم ليسوا مهتمين بمواقع سياسية، وبعضهم يمتنع عن الانضمام خوفا وتحسبا من التدخلات الخارجية والداخلية في سير الدعاية الانتخابية والانتخابات.
عدد لا بأس به من الناس يبدون مخاوفهم من الداخل الفلسطيني. هم يقولون "إنهم سيحرقون بيوتنا،" أو "سيطلقون علينا النيران"، أو "سيلاحقوننا بلقمة عيشنا،" الخ من التخوفات التي اعتاد عليها الفلسطيني.
وهذه تخوفات يعبر عنها الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة. والخوف كما يقولون من منتسبي الفصائل الفلسطينية الذين تحركهم فصائلهم ضد من لا يعجبهم تصرفاتهم.
وأشد الناس خوفا وتوجسا هم الموظفون الذين يخافون على وظائفهم وانتقام السلطات المتنفذة منهم.
وهناك فئة أخرى لا ترى في العالم قوى غير الكيان الصهيوني وأمريكا، وأن هاتين الدولتين تتمكنان من تسيير دفة الانتخابات وفق مصالحهما، ولن تسمحا لوطنيين يتصدون لأوسلو وتبعاته أن يفوزوا، وستدخل الدولتان بمساعدة فلسطينيين إلى صناديق الانتخابات بطريقة أو بأخرى لحسم النتائج وفق إرادتهما. نحن نقول لهم إن العالم بأسره وقف ضد حماس عام 2006 وفازت حماس. صحيح أنهم لم يسمحوا لها بالعمل، لكن هذا لا يبرر الانسحاب من ساحة المعركة من أجل الله والشعب والوطن.
مما رأيته من ردود فعل، أصر على ما كتبته سابقا بأن البيئة الداخلية الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة ليست صالحة لانتخابات ديمقراطية. البيئة الفلسطينية تتميز بالقمع والقهر والعنصرية في التعامل مع الناس، وتم تدريب الناس على الانسحاب والتكتم على ما يلاقونه من ظلم واستعباد واستبعاد، ووجدوا أنه من الأفضل لهم أن يخرسوا. وقد سمعت أحد المثقفين الفلسطينيين الأميين على قناة الجزيرة يقول إن طرح فكرة عدم صلاحية البيئة سخيف ولا يعبر عن الحقيقة. هو وكما أعلم من المستفيدين من حالة الانسداد الأخلاقي في الأرض المحتلة/67. وكثيرون هم الذين على شاكلته.
بالأمس تم فك اعتصام نفذه بعض مقطوعي الرواتب دون أي اكتراث بديمقراطية الاعتصام وسلميته.
فكيف في أجواء غير صحية من الناحيتين السياسية ومتطلبات الحرية أن تجري انتخابات ديمقراطية. ولهذا مطلوب من لجنة الانتخابات المركزية ومن الدكتور حنا ناصر بالتحديد وضع معايير وشروط على السلطتين في الضفة الغربية وغزة من أجل تغيير الأحوال المتسمة بالاستبداد الآن، بأحوال يرتاح فيها المواطن وتوفر له الأجواء المناسبة للاختيار الحر.