غزة - قدس الإخبارية: فرحة عامرة غمرت الطلبة الناجحين في امتحانات الثانوية العامة "الإنجاز" بفلسطين، فالنجاح يرسم الفرح على وجه أصحابه ويلون حياتهم للحظات سعادة تستحق الذاكرة أن تنقشها مدى الحياة ولكن دائما للقدر بصماته التي يمكن أن تؤلم افئدتنا أو تسعدها. التوأمان دعاء وأماني عمر داوود من حي الشجاعية حصلا على معدل ٨١.٤ بشهادة الثانوية العامة، لم يكن الحظ حليفهما أثناء تقديمهما لامتحانات الثانوية العامة فقد رحل عنهما أغلى ما يمكن أن يُملك، فقدتا والدتهما، وكان المصاب أثناء تقديمهما لامتحان الرياضيات. بدموع فرح ممتزجة بألم يعتصر القلب استقبلت دعاء وتوأمها أماني مراسلة قدس الإخبارية، "هذا العام أصعب سنوات حياتي، فأمي كانت مريضة طيلة العام تعاني الوجع أمام أعيننا وكانت دائما توصينا بأن نجتهد في دراستنا، وألا نتكاسل عنها للحظة واحدة، وقد كنت أدرس ودموعي تسيل على وجنتي بعدما فقدت والدتي"، تقول دعاء. وتكمل توأمها أماني لـ قدس الإخبارية، "مرت علينا أيام شديدة السوء، فبداية الإمتحانات مرضت أمي كثيرا، وتوفيت والدتي خلال امتحاناتنا النهائية فارقتنا إلى الأبد وهي تدعو لنا وتحثنا على مواصلة الدرب"، فيما تبين دعاء، "أن أصعب موقف ممكن أن يمر به الشخص هو فقدان شخص عزيز عليك، شخص أنت متأكد أنه هو فقط وفقط من يحبك، جاء خبر وفاة أمي بمنتصف الإمتحانات وكان المتوقع منا أن ننهار ونتوقف عن تقديم الامتحانات ولكن رغم كل تلك المشاعر الجارحة والصعوبات المؤلمة أكملنا الطريق وتحدينا مشاعرنا الخافتة والمكبوته بالألم والحمد لله قليل من الفرح يغذي الروح". وتتابع أماني سرد تجربتهما لـ قدس الإخبارية، "الجميع وقف بجانبنا وحفزنا على إكمال الطريق فكنت انا ودعاء نقوي بَعضنا ونشد أزر بعضنا من أجل أمي التي رحلت وقلبها ينبض بوصيتها لنا أن لا نستسلم"، لافته إلى أنهما سيكملان المشوار وفاء لوالدتهما. وأكد التوأمان دعاء وأماني على أنهما حتى اللحظة لم تقررا بأي التخصصات ستلتحقان في الجامعة، موضحتان أن التخصصات بغزة كثيرة ولكن هناك وفرة من خريجي جميع التخصصات، مما يشعر بالخوف فيما بعد كي لا تكونان من العاطلين عن العمل لذلك يحاولان اختيار تخصص يكون به أمل فيما بعد للعمل في قطاع غزة.