بات من الواضح جدًا أن حكومة الاحتلال اختارت التركيز على استهداف جنين، التي تمثل ملحمة مستمرة ونموذجًا للصمود والمقاومة قابلًا للتعميم، في محاولة جديدة لكسر إرادتها، من خلال عزلها ومحاصرتها
منذ بداية العام، ارتقى 27 شهيدًا فلسطينيًا، معظمهم قبل عمليات المقاومة في بئر السبع والخضيرة و”بني براك”، ومعظمهم قتلوا بدم بارد، ولم يخططوا أو يشاركوا في تنفيذ عمليات، وتواصلت عمليات التوسع الاستيطاني والاعتداءات على الأقصى، واستمر الحصار على قطاع غزة، هذا من جهة.
سألني صحافي نبيه حول مشاركتي في التصويت في الانتخابات المحلية ودعوتي للمشاركة فيها، على الرغم من تحفّظي عليها عند إقرارها؛ كونها جاءت للتغطية على حرمان الشعب من الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني التي كانت مقررة في العام الماضي
إذا كان إجراء الانتخابات ممنوعًا حتى إشعار آخر، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة بعيدٌ بسبب الشروط التعجيزية، وثورة التغيير الشامل ليست على الأبواب؛ فهل تشكيل جبهة وطنية عريضة للإنقاذ الوطني هدفٌ قابل للتحقيق
سأحاول في هذا المقال أن أدافع عن فكرة أنّ إجراء تغيير عميق في النظام السياسي الفلسطيني، بمختلف مكوناته، يحقق توحيده، على أساس رؤية ووعي وإرادة وقيادة؛ قادر على تحويل الحرب الأوكرانية وتداعياتها المحتملة من تحدٍّ خطير إلى فرصة تاريخية.
في كل الأحوال، إن التأييد لروسيا أو معارضة ما تقوم به لا يقدم ولا يؤخر، ففلسطين أصغر وأضعف من أن توثر، خصوصًا في ظل الانقسام والهوان والتوهان والتدهور في الوضع الفلسطيني، وسنكون إذا استمرت أحوالنا على ما هي عليه من الخاسرين
جاءت نتائج المجلس المركزي كما هو متوقع تمامًا، إذ انتخب المجلس المركزي المفوّض بصلاحيات المجلس الوطني بصورة غير قانونية روحي فتوح رئيسًا للوطني، وهيئة رئاسة المجلس، كما انتخب حسين الشيخ، ومحمد مصطفى، ورمزي رباح
أكتب هذا المقال أثناء اجتماع جلسة المجلس المركزي غير الشرعية، وسأركز فيه على محاولة الإجابة عن سؤال: ماذا بعد المجلس المركزي؟
دعوت في مقالي السابق إلى مقاطعة جلسة المجلس المركزي؛ لأنها غير شرعية، وستكون لها تداعيات وخيمة. ولاقى هذا الموقف ترحيبًا كبيرًا، خصوصًا لجهة الدعوة التي من ضمنها إدانة أي مشاركة من الفصائل والمستقلين
أدعو لوقف التحضير لعقد اجتماع المجلس المركزي، في السادس من شهر شباط المقبل، وإذا استمرت التحضيرات لعقده، وهذا ما سيحصل غالبًا، لأن صرختي مجرد صرخة في واد، أدعو كل الحريصين على المنظمة والقضية والشعب إلى مقاطعة هذه الجلسة
الجواب على هذا السؤال: لا كبيرة، لسبب بسيط جدًا، وهو أن الأسباب والعراقيل التي حالت دون نجاح الحوارات والاتفاقات السابقة لا تزال قائمة، بل ازدادت تجذرًا كما يلاحظ أي مراقب، ولو من بعيد.
لا نبالغ في القول إن احتمال استئناف المفاوضات والتسوية السياسية معدومة حتى إشعار آخر، ومثل أمل إبليس بدخول الجنة؛ ذلك أن الحكومة الإسرائيلية، أعلنت، ومارست فعلًا، معارضتها لقيام دولة فلسطينية، ولاستئناف المفاوضات، حتى لو كانت عبثية ومن أجل المفاوضات