شبكة قدس الإخبارية

الجمعية الطبية البريطانية تصوّت لصالح قطع العلاقات مع نقابة أطباء الاحتلال

٢١٣

 

gettyimages-1481596444-jpg

لندن - شبكة قُدس: صوّت المشاركون في المؤتمر السنوي للجمعية الطبية البريطانية (BMA) خلال الأيام الماضية لصالح قطع العلاقات مع نقابة الأطباء في دولة الاحتلال، على خلفية العدوان المستمر على قطاع غزة. وقد اعتبرت منظمات مناصرة للقضية الفلسطينية أن هذه الخطوة تعدّ انتصارًا رمزيًا مهمًا.

وتسعى نقابة الأطباء الإسرائيلية في هذه المرحلة، عبر قنوات دبلوماسية، إلى منع الجمعية البريطانية من تحويل هذه التوصيات إلى قرار رسمي ملزم، لكنها لم تُخفِ قلقها من تصاعد هذه التحركات، مؤكدة في تصريح مقتضب لموقع "يديعوت أحرونوت" العبري، أنه "حتى الآن لم تصلنا أي رسالة رسمية من الجمعية الطبية البريطانية، ونحن نجري مشاورات معمقة مع جهات دولية استعدادًا لأي تطور في هذا الملف".

وفي البيان الصادر عن الجمعية الطبية البريطانية، أشارت إلى أن الجمعية الطبية العالمية (WMA) كانت قد دانت في وقت سابق استهداف مستشفى سوروكا في بئر السبع، لكنها، تجاهلت تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة. كما اتهمت الجمعية البريطانية نظيرتها الإسرائيلية بـ"الصمت المطبق حيال قتل واعتقال واستهداف العاملين والمنشآت الصحية الفلسطينية".

وشهدت جلسات المؤتمر في مدينة ليفربول المصادقة على ثلاث توصيات رئيسية، أولاها التأكيد مجددًا على ضرورة الحماية المطلقة للعاملين في المجال الصحي في كل مناطق النزاعات، ومطالبة الجمعية الطبية العالمية بإدانة شاملة للهجمات التي تطال الأنظمة الصحية، بما في ذلك ما يحدث في غزة وتعليق العلاقات مع نقابة الأطباء في دولة الاحتلال إلى حين إعلانها التزامها بمبدأ الحياد الطبي وإدانة الاعتداءات على القطاع الصحي في غزة.

وفي السياق، دعا عدد من الأطباء البريطانيين المشاركين في المؤتمر إلى تجميد عضوية النقابة الإسرائيلية في الجمعية الطبية العالمية، فيما عارض المؤتمر اعتماد منصة البيانات التابعة لشركة "بلانتير" في النظام الصحي البريطاني، على خلفية ما وصفوه بأنها "شركة أمريكية داعمة لإسرائيل وتزودها بتكنولوجيا عسكرية".

وشدد أطباء في الجمعية البريطانية على أن انتقاد سياسات دولة الاحتلال لا يُعتبر بحد ذاته معاداة للسامية. كما رفضوا محاولات تجريم طلاب الطب والعاملين في القطاع الصحي ممن يعلنون دعمهم للقضية الفلسطينية، وطالبوا بإدانة تدمير البنية الصحية في غزة وقتل العاملين في هذا المجال، والإفراج الفوري عن المعتقلين من الطواقم الطبية في القطاع. 

كما عبّرت مبادرات داخل المؤتمر عن تأييدها للتحقيقات الجارية في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية بحق المتورطين في جرائم الحرب، بما يشمل أطباء إسرائيليين شاركوا أو دعموا عمليات تعذيب بحق أسرى فلسطينيين.

يأتي هذا الحراك في ظل انتقادات متصاعدة لسلوك دولة الاحتلال، وخاصة بعد توقيع عدد كبير من الأطباء الإسرائيليين، في نوفمبر 2023، على رسالة تدعو لتدمير مستشفى الشفاء والمنشآت الطبية الأخرى في غزة. وقد أثار هذا الموقف استهجان مؤسسات حقوقية، بينها "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، التي شجبت بدورها صمت نقابة الأطباء عن معاقبة الموقعين على الرسالة.

وتعكس مداولات المؤتمر السنوي للجمعية الطبية البريطانية، بوصفها الهيئة المسؤولة عن تحديد سياسات الجمعية، موقفًا واضحًا مناهضًا لعلاقة الاحتلال بالمنظومة الصحية البريطانية. وأكد المشاركون أن هذه المبادرات تعبر عن القلق العميق لدى الأطباء البريطانيين إزاء آثار العدوان على غزة.