شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يحاصر يطا لليوم الثالث منذرا بأوضاع كارثية

هدى عامر

الخليل- قُدس الإخبارية: لليوم الثالث على التوالي، تفرض قوات الاحتلال حصارًا خانقًا على مدينة يطا جنوب محافظة الخليل، وتغلق كافة مداخلها بالسواتر الترابية والمعكبات الاسمنتية والكتل الصخرية، وسط مداهمات لعدد من المنازل واعتقالات طالت عددًا من شبانها، إضافة إلى هدمها منزل أسير فجر اليوم، وسط مخاوف وتحذيرات من كارثة حقيقية.

هذه الخطوات الانتقامية تنفّذها قوات الاحتلال ردًا على تنفيذ شابين من المدينة (خالد ومحمد مخامرة) عملية إطلاق نار مزدوجة بمطعم إسرائيلي قرب مقر وزارة الجيش في "تل أبيب" الأربعاء الماضي، قُتل فيها أربعة مستوطنين، وجرح 16 آخرين بينهم حالات حرجة.

واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال عدة مناطق في يطا فجر اليوم السبت، وقد تركزت في هذه الاقتحامات في مناطق رقعة، الحيلة، خلة العدرة، مركز وسط البلد، وجرى تخريب أملاك خاصّة للأهالي.

وأفاد نشطاء من يطا بأنّ قوّات الاحتلال اعتقلت يوسف مخيمر البغدادي (36 عاما) بعد اقتحام منزله في منطقة الحيلة، والشاب محمود جمال محمود مخامرة بعد اقتحام منزل عائلته وعيادة طبية لوالده، كما فتشت منزل السيد عايش زين ودمرت محتوياته.

كما احتجزت قوات الاحتلال للطفل معتز عزام مخامرة (12 عاما) عقب اقتحام منزل عائلته، قبل أن يُطلق سراحه لاحقا.

من جهته أفاد رئيس بلدية يطّا موسى مخامرة بأن عزل البلدة عن محيطها يسبب تردي الأوضاع الانسانية فيها، ويجعلها تعايش وضعا صعبا جدا من الناحية الصحية والتعليمية، مضيفًا أن المدينة تعدّ ثالث أكبر تجمع سكني بالضفة الغربية، حيث يسكنها أكثر من 120 ألف نسمة أصبحوا محاصرين بطوقٍ أمني يهدد حياتهم الطبيعية.

وبين مخامرة لـ قُدس الإخبارية، أن مدينة يطا تعاني حصارا داخليا يعزل الريف عن باقي الأطراف، لكن الحصار الخارجي الذي فرضته قوات الاحتلال بالاغلاق والحواجز الترابية والمكعبات الاسمنتية، يقطع أوصالها عن باقي المدن والمحافظات الفلسطينية مما يمثل سياسة ممنهجة للعقاب الجماعي اللانساني.

وأشار إلى أن الاحتلال ألحق أضرارًا كبيرة بالسكان من خلال المداهمات المنزلية والتخريب والاعتقالات المتواصلة، إضافة إلى هدمها منزل الأسير ادعيس فجر اليوم، وأخذها مقاسات أربعة منازل تمهيدًا لهدمها في الأيام المقبلة.

وأضاف، أن البلدية استأجرت منزلا يأوي العائلة لحين إعادة بناء منزلها، حيث تم تشكيل لجنة لإعادة بناء منازل العائلات التي سيجري هدم منازلها.

وحذر مخامرة من أن يطا ستفتقر للحاجات الأساسية إذا اسّتمر حصارها لفترة أطول، حيث يعرقل الحصار وصول الحالات الصحية والمرضى إلى خارجها إلا بتنسيقات طارئة قد لا تنجح.