شبكة قدس الإخبارية

صور مقاتلي الأنفاق في غزة تفرض نفسها أمام العجز الإسرائيلي

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: صور مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية داخل أنفاق المقاومة بقطاع غزة أصبحت شبحا تلاحق المسؤولين الإسرائيليين وقادة جيش الاحتلال قبل المستوطنين من سكان المناطق المحيطة بقطاع غزة.

هذه الصورة فرضت خلال الأسابيع الماضية حالة استنفار لدى حكومة الاحتلال أولا التي هددت من داخل أروقتها حركة حماس بخاصة وقطاع غزة بعامة بالضرب بيد من نار في حال تعرض مستوطنات محيط غزة لأي هجوم من خلال تلك الأنفاق، أما صورة الحالة لدى قادة جيش الاحتلال فجاءت مغايرة حيث بادرت تلك القيادة للحديث علانية عن مخاطر تلك الأنفاق وقفزت لنفي عزمها توجيه ضربة استباقية لها واضعة نصب أعينها خطورة هذه الخطوة ونتائجها القاتلة بحسب وصفها في حال أقدمت عليها دون حساب دقيق لتلك الخطوة، في حين كان لتلك الصور وقعا مرعبا على المستوطنين الذين باتوا يشاهدون الكوابيس في منامهم حتى حرمتهم تلك الأنفاق من النوم، وصاروا يرسمون في مخيلاتهم صورا لمقاتلي فصائل المقاومة وهم يتجولون داخل المستوطنات ويهمون بأسر أحدهم ونقله لغزة عبر تلك الأنفاق.

الوهم المتبدد 2

السلاح الاستراتيجي الأخطر الذي يهدد أمن الإسرائيليين كما يجمع المحللون والمراقبون الإسرائيليون، لا يستهدف فقط البنى التحتية الإسرائيلية والبنى البشرية، وإنما يهدد _بحسب المراسل العسكري لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي "أمير بوخبوط" صورة الجيش الإسرائيلي الذي أنفق حتى اللحظة حوالي مليار شيكل على محاولات الكشف عن هذا الخطر فقط، ويهدد بالتالي ميزانية أعتى جيش منظم في المنطقة، ويشكل خطرا حقيقيا على قدرات هذا الجيش في الصمود في أية مواجهة محتملة مع غزة، الأمر الذي يجعل الجيش يعيد التفكير ألف مرة قبل الإقدام على عملية عسكرية في القطاع.

وبحسب بخبوط فإن الوضع الأمني على الحدود مع قطاع غزة في تدهور مستمر، "وإذا ما زادت "إسرائيل" من تهديداتها أو أقدمت بالفعل على تنفيذها فإنها لن تكون في وضع تحسد عليه، فحماس تمتلك ما لا تمتلكه "إسرائيل" بخبرة خيرة ضباطها وأجهزتها الأمنية، وهو متانة الجبهة الداخلية والقدرة على المبادرة بعمل كبير يضفي عليها صفة البطل المنتصر حتى بأكبر الخسائر"، على حد قوله.

عمل سري

وتساءل بخبوط "هل تمتلك "إسرائيل" أدنى معلومة عن أي نفق يخرج من أرض محاذية للشريط الحدودي وربما أقرب حتى وينتهي ربما داخل أحد الكيبوتسات في الجنوب؟، الجواب معروف وقاتل، فمقاتلو حماس يتحركون ويحفرون ويعملون ليل نهار بسرية تامة وبواقع استخباري يكتنفه الغموض والشيء الوحيد الذي تعرفه مخابرات "إسرائيل" أن جنود جيشها قد يكونون لقمة سائغة لجنود حماس في أية مواجهة قادمة".

ورأى بوخبوط أنه مع انتهاء حرب غزة الأخيرة فرض الجناح العسكري لحماس تعتيما كاملا على كل ما يتعلق بالأنفاق إلى ما قبل شهر واحد فقط عندما قتل سبعة من عناصر الحركة خلال انهيار أحد الأنفاق في حي التفاح شمال القطاع، وهو ما دفع بزعماء الحركة -يؤكد بوخبوط- للإعلان أن جزءا من أنفاقها وصلت إسرائيل لتصدر الحركة شرائط فيديو تتضمن تهديدات ضد إسرائيل عبر هذه الأنفاق.

وختم بخبوط بالقول: "لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اعتقاد شبه مؤكد أن حماس تمكنت بالفعل من اختراق الحدود بنفق غير تقليدي، وإن لم تكن قد فعلت فما هي إلا مسألة وقت، الأمر الذي يدفعهم للمزيد من التهيؤ لاحتمالية تنفيذ عمليات تسلل غير متوقعة باختيار الوقت والمكان المناسبين لخطف أحد الجنود وربما عددا منهم، تماما كما حدث بعملية خطف الجندي "جلعاد شاليط" في عملية مفاجئة ومدبرة، دون الاهتمام بنتائج الرد الإسرائيلي".

حرب واسعة

في حين يرى الخبير العسكري الإسرائيلي "عاموس هرئيل" أن إقدام قوات الاحتلال على أية خطوة غير محسوبة على أي نفق من أنفاق المقاومة في غزة سيكون شرارة حرب كبيرة يدفع الإسرائيليون فيها ثما باهظا، خصوصا وأنهم لم تعافوا بعد من أثر الحرب الأخيرة التي كان لهذا السلاح دور كبير في تغيير قواعد اللعب.

ويقول هرئيل في مقالة نشرتها "صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "أن الكاميرات المنتشرة في أنحاء معبر كرم أبو سالم على الحدود مع قطاع غزة ترينا كل يوم المكان الذي قصفته طائرات سلاح الجو مستهدفة نفق حماس الذي تم تجهيزه لتنفيذ عملية أسر في تموز 2014، وهي العملية التي كانت شرارة الحرب للجولة الأخيرة في القطاع "الجرف الصامد".

ويضيف "قليلا باتجاه الشمال وبالقرب من "الكيبوتس/ قرية زراعية الذي سمي المعبر على اسمها، هناك برج مراقبة تم الهجوم عليه في حزيران عام 2006 حينما خرج مقاتلو حماس من النفق وهاجموا من الخلف عدة أهداف عسكرية منها دبابة وقتلوا اثنان وخطفوا ثالث، هو الجندي جلعاد شاليط".

ويتابع "هذه الصور لا تفارق عيون قادة الجيش ولا قادة أجهزته الأمنية، وفي كل مرحلة يبدأ الحديث فيها عن هذا التهديد المحدق، نسمع أصواتا بيننا تطالب بضربة موجعة لأنفاق حماس، ونحن اليوم نعيش الأجواء التي سبقت العملية العسكرية ضد غزة عام 2014".

عوامل لصالح المقاومة

ويشير الكاتب إلى أن "استمرار حماس في تشغيل وتطوير هذا السلاح يعود إلى عدة عوامل أولها، أنها تمنحها أفضلية تنفيذية ذات معنى استراتيجي، في الدفاع والحركة والبقاء والهجوم – وقدرة نقل القوات الى العمق الإسرائيلي وتجاوز الجدار والقدرات التكنولوجية الإسرائيلية في حال حدوث مواجهة برية مباشرة، لذلك، فإن حماس لن تتنازل عن الأنفاق".

كما أن لهذا السلاح فائدة أخرى تستثمرها حماس _بحسب الكاتب" تكمن في عنصر المفاجأة، فهي تستطيع استخدام النفق لهجوم موضعي واحد أو المبادرة إلى الضرب من عدة أنفاق، وستستغل هذا العنصر الذي تعتبره نقطة ضعف إسرائيلية أخرى من خلال عملية نوعية في "يشوف أو زكيم"، مع إعطاء الأولوية لأسر جنود.

في سياق متصل، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن المقاومة في غزة تمتلك الوقت الكافي لحفر المزيد من الأنفاق وتطويرها وترميم ما دمر منها، لأن الاحتلال لا يملك التحذيرات الأمنية الدقيقة حول تلك الأنفاق، فالتحليلات في كثير من الأحيان هي سيدة الموقف، كما أن وضع العوائق المستمر منذ لحظة الموافقة على الميزانية، لدعم الخيار التكنولوجي لن ينتهي قريبا، كل هذه العوامل ستكون كافية لحماس لخلق حالة من الذعر المتقدم ليس في صفوف المستوطنين فحسب، في لدى حكومة نتنياهو، والجيش برمته.