رام الله – قُدس الإخبارية: على نحو مفاجئ تعطل الدوام في عشرات المدارس بمحافظات الضفة اليوم الخميس، وخرج عشرات المعلمين للاعتصام أمام مديريات التربية، معبرين عن رفضهم للاتفاق الذي أعلن اتحاد المعلمين عن تعليقه أمس، ومطالبين برحيل رئيس الاتحاد.
فقبل أيام أعلن اتحاد المعلمين عن فعاليات نقابية تبدأ بتعليق الدوام بعد الحصة الرابعة في يومين، احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة لمطالب سابقة لهم، لكن الحوار لم يمر وقت طويل حتى أُعلن الاتحاد عن تعليق فعالياته والتوصل لاتفاق رأت فيه أعداد كبيرة من المعلمين تفريطا في حقوقها.
المعلمون المحتجون تفاعلوا مع الحدث عبر صفحة معروفة (الاتحاد العام للمعلمين) على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعبروا عن رفضهم للقرار موجهين انتقادات حادة لسحويل، حيث اعتبروا أنه يقيم علاقة وثيقة مع الحكومة ولا يبحث عن مصالح المعلمين.
ولم يعلن المحتجون حتى الآن عن لجنة تمثلهم، لكنهم تمسكوا بمطالب أساسية تتمثل في رحيل الأمانة العامة للاتحاد وعلى رأسها أحمد سحويل، وانتخاب أمانة عامة جديدة "لانتزاع حقوقهم من الحكومة"، حسب تعبيرهم.
وأعلن المعلمون أيضا أن مطالبهم تتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية للمعلمين أسوة بباقي الوزارات، بزيادة تصل إلى 90% على الراتب الاساسي، وتعديل قانون التقاعد للمعلمين.
هذه الفعاليات استدعت ردا شديد اللهجة من الأمين العام سحويل، فخرج بعد ساعات من الاحتجاجات ليدعو لانتخابات مبكرة للأمانة العامة، تبدأ من الفروع ثم الضفة والقطاع وصولاً للمؤتمر العام، معلنا في الوقت ذاته عن نيته خوض غمار هذه الانتخابات، "ليرى هؤلاء ما هو حجمهم من خلال الانتخابات"، كما قال.
واعتبر سحويل أن ما يجري جاء بدافع التحريض من أشخاص لم يحددهم، معبرا عن "أسفه من التحاق معلمين بالاحتجاجات دون أن يطلعوا على تفاصيل الاتفاق ويفهموه"، رافضا في الوقت ذاته اتهام الاتحاد بأنه لم يحصل من خلال مفاوضاته مع الحكومة إلا على 20 شيكل.
والاتهام الذي يتحدث عنه سحويل يصر عليه المعلمون المحتجون، وقد انهالت التعليقات الساخرة من جانبهم على صفحة سحويل عبر فيسبوك، وقد احتوت بعض هذه التعليقات على تصاميم لورقة العملة من فئة 20 شيكل مع تعليقات ساخرة.
وأوضح، أن الحكومة قررت أن تصرف زيادة بنسبة 5% على الراتب بدءاً من مطلع العام، وبسبب التقشف فإنها قررت صرف 2.5% مبدأيا على أن تصرف البقية لاحقا، مضيفا، أن المعلم حين ينتقل من درجة إلى درجة فإن الزيادة على الراتب الشهري ستكون قرابة 300 شيكل.
وأضاف، "نحن حققنا علاوة على طبيعة العمل، وزيادة على الراتب الأساسي بنسبة 10%، واعتمدنا الأقدمية، وأصبح لا رسوب وظيفي للمعلم"، واصفا الاتفاق الذي تحقق بأنه تاريخي.
ورغم تأكيدات سحويل إلا أن مئات التعليقات كانت على صفحة سحويل ترفض تصريحاته وتقلل من أهمية الاتفاق، وتصر على دعوته للاستقالة فورا.
فقال محمود كنعان، "هذا ما قصدته بالاتفاق التاريخي .... أي أنه سينفذ على مر التاريخ . منكو لله .. دوركم واضح ضد أي تحرك من قبل المعلمين لنيل حقوقهم يا اتحاد الحكومة.... و بعدين مين اللي خولكم تقتطعوا 1% من رواتبنا ؟؟؟!!!!! ادفعوا من جيابكم".
وقال صخر زهران، "سحويل حولنا إلى شحادين ..ونحن كمعلمين نتحمل مسؤلية قبولنا له ...لقد اجرم بحق المعلمين"، فيما قال فريد جيوسي، "ماشاء الله انجاز تاريخي عظيم ستتكلم عنه الاجيال ، ارحل فما احب منك سوى الرحيل".
وعلق أيمن رداد، "هذا كلام المفلسين ... بالله عليك مش مستحي ... لو انك عايش زي المعلمين وعندك اولاد وجامعات وعليك التزامات زيهم كان انتحرت ... اختم حياتك بعمل صالح ينفعك واحسنلك استقيل ووقف وقفة رجل شجاع مع زملاءك ان كنت منهم... والا فلا تنتسب لهم".
وزارة التربية والتعليم من جانبها اكتفت بالإعراب عن استغرابها من الاحتجاجات والتحذير من عدم الالتزام بالدوام أو الإضراب تحت أي ظرف كان.
وأوضحت الوزارة، أن أي مخالفة للقوانين والتعليمات والإجراءات ستعرض صاحبها لاتخاذ المقتضى والإجراء القانوني والمالي بحقه، مؤكدة أنها لن تتهاون في هذا الموضوع، "ولن تسمح لأي كان أن يعرّض المسيرة التعليمية للخطر، ويتلاعب بمصير أطفال فلسطين".
وأعربت الوزارة عن "استغرابها الشديد من موقف البعض المحرّض على تعطيل الدوام، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة وقيادة الوزارة واتحاد المعلمين، إلى تحقيق أفضل الانجازات لأسرة التربية والتعليم كافة، وتعمل جاهدة لتحسين رواتبهم وظروفهم المعيشية والوظيفية"، كما قالت.
تجدر الإشارة إلى أن اتحاد المعلمين أعلن أن نسبة المدارس التي شاركت في الإضراب الاحتجاجي اليوم لم تتجاوز 29% من مجمل المدارس.