بيت لحم – قُدس الإخبارية: شكلت عودة وحدات المستعربين إلى ميادين المواجهة في الضفة الغربية، واحدة من أبرز ملامح الانتفاضة الحالية، حيث أوقع إرهابيو هذه الوحدات إصابات خطيرة ونفذوا اعتقالات عنيفة بين المتظاهرين، لكن العنف لا يقتصر فقط على لحظات الاعتقال التي رصدتها غالبا عدسات الكاميرا.
قصة محمود موسى سالم (18 عاما) من بيت لحم، واحدة من قصص تروي جانبا من إرهاب المستعربين، ففي يوم الجمعة (22/كانون ثاني) الماضي توجه محمود إلى شمال بيت لحم عند منطقة مسجد بلال بن رباح، وهي واحدة من المناطق الساخنة طوال الانتفاضة الحالية، وهناك اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.
في ذلك اليوم اخترقت وحدة من المستعربين صفوف المتظاهرين، واعتقلت ثلاثة منهم أحدهم محمود سالم، وأطلقت أيضا الرصاص على أحد الشابين الآخرين، بعد ذلك ظل ما حدث مع المعتقلين الثلاثة بعيدا عن الأنظار.
واليوم الأربعاء؛ كشف نادي الأسير عن تعرض محمود أحد المعتقلين الثلاثة لتنكيل وحشي بأيدي المستعربين وأقدامهم، وذلك بناء على رواية محمود الذي التقى محامي النادي اليوم، وقد بدت آثار التنكيل واضحة عليه رغم مرور أكثر من نصف شهر على الاعتداء.
ويقول محمود، إن عناصر الوحدة ضربوه على كافة أنحاء جسده، وألقوه أرضا ثم تابعوا ضربه بأقدامهم على رأسه، قبل أن ينقل إلى دورية لجيش الاحتلال وتترك جروحه ودماؤه التي تنزف دون أي علاج أو إسعافات.
ويضيف محمود، أن الاحتلال نقله إلى مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس، وبعد ساعتين فقط نقل إلى معتقل "عتصيون" شمال الخليل، ومنه إلى سجن "عوفر" المقام غرب رام الله، مبينا، أن الاعتداء عليه أدى لكسر في يده اليسرى وكسر في أنفه، وانتفاخ في الوجه والعينين.
هذا وأعلنت عائلة محمود أنها تعتزم رفع دعوى قضائية ضد "مستعربين" إسرائيليين، لقيامهم بضرب نجلها والتنكيل به قبيل اعتقاله.
تجدر الإشارة إلى أن قوة أخرى من المستعربين كانت قد أطلقت الرصاص على الشاب محمد زيادة عند اعتقاله في تشرين أول الماضي، وذلك خلال مواجهات قرب مستوطنة "بيت إيل" المقامة شمال رام الله والبيرة، وقد أدى ذلك لإصابته بشلل نصفي والتأثير على ذاكرته بشكل كبير.