رام الله - قُدس الإخبارية: كمن يرتدون طاقية الإخفاء، نجح خمسة مقاومين في اقتحام أربع مستوطنات وتنفيذ عمليات طعن داخلها خلال 10 أيام فقط، موقعين عدة إصابات بين قتيل وجريح.
هذه العمليات شكلت طرازا جديدا في الانتفاضة أصبح يشكل حالة من الرعب للمستوطنين، وفقا لما نشرت صحيفة "معاريف" قبل أيام، بعد أن انتقلت العمليات من المفارق والطرق العامة ومحطات الانتظار إلى قلب المستوطنات، مسقطة المنظومة الأمنية التي يفترض أنها متطورة ومعقدة لحماية هذه المستوطنات.
أول العمليات كانت بتاريخ (17/كانون ثاني) الجاري، عندما تسلل مقاوم مستوطنة "عتنائيل" المقامة على أراضي بلدة السموع قضاء الخليل، ودخل أحد المنازل وطعن مستوطنة ثم انسحب تاركا أطفالها بسلام.
ولم تنجح قوات الاحتلال التي استنفرت داخل المستوطنة في العثور على المهاجم، لكن بعد يومين من تنفيذها أعلنت عن اعتقال فتى هو مراد بدر ادعيس من يطا، وقالت إنه هو منفذ العملية.
ولم تمر 24 ساعة حتى تلقت مستوطنة أخرى ضربة مشابهة من مقاوم آخر، وكانت المستوطنة هذه المرة هي "تقوع" المقامة على أراضي قرية فلسطينية تحمل الاسم نفسه، وقد أدت لإصابة مستوطنة بجروح وصفت بأنها متوسطة.
لكن هذه المرة أصيب منفذ العملية أثناء محاولته الانسحاب، وتبين أنه الشاب عثمان محمد شعلان من قرية هندازة شرق بيت لحم.
أسبوع على هذه العملية، لم يكن كافية لينسى الاحتلال التسللين الناجحين في بيت لحم والخليل، ليأتي تسلل ثالث مزدوج نفذه شاب وفتى هذه المرة هما، حسين أبو غوش من مخيم قلنديا وإبراهيم علان من بيت عور التحتا.
الهدف كانت مستوطنة "بيت حورون" المقامة غرب رام الله، والنتيجة إصابة مستوطنين أحدهما لقي مصرعه بعد ساعات متأثرا بإصابته، فيما استشهد الفدائيان في موقع العملية بعد ملاحقة لم تستمر طويلا.
وبعد الخليل وبيت لحم ورام الله كانت القدس شاهدة على عملية رابعة من نفس الطراز، حيث أسقط الشاب عبادة أبو راس المنظومة الأمنية لمستوطنة "جفعات زئيف"، عندما تسلل لها حاملا سكينتين حسب المصادر الإسرائيلية، وطعن بإحداهما مستوطنا في عنقه وأصابه بجروح وصفت بأنها حرجة للغاية.
وخلال انسحابه من المستوطنة رمى عبادة بسكينه الثاني على مستوطن آخر وأصابه في قدمه، قبل أن يتم اعتقاله حيا ثم الاعتداء عليه ما أدى لإصابته في رأسه.
هذه العملية جاءت بعد أقل من يوم على مصادقة الكنيست على رفع التمويل المخصص لتعزيز المنظومة الأمنية للمستوطنات المقامة على أراضي القدس عن المبلغ الذي خُصص لهذا الغرض العام الماضي، ليصل المبلغ هذا العام إلى 83 مليون شيكل.
وفصلت عدة أيام بين عمليتي الخليل وبيت لحم ثم عمليتي رام الله والقدس، وخلال ذلك حذر محللون إسرائيليون من احتمالية أن يحاول شبان وفتية تقليد العمليتين الأولى والثانية، وأن تصبح هذه العمليات منهجا في الفترة المقبلة، وهو ما تحقق فعلا وبنجاح كبير في العمليتين الثالثة والرابعة.
وكانت المستشارة الإعلامية في المجلس الاستيطاني “شومرون” في الضفة الغربية “شلومي هاليفي” اتهمت بعد عمليتي الخليل وبيت لحم حكومة الاحتلال بالتقصير في حماية المستوطنات، وقالت إنه لم يعد مقبولا إحباط العمليات بعد تنفيذها، وإنه من الضروري أن تتصرف الحكومة لتجعل جميع الإسرائيليين في جميع المناطق يشعرون بالأمن، كما قالت.