شبكة قدس الإخبارية

(صور) المطر يكشف واقعا مأساويا لسكان الكرفانات بغزة

مصطفى البنا

غزة - خاص قُدس الإخبارية: لم تمنع الألوان الزهية التي طليت بها جدران الكرفانات البرد القارس من التسلل إلى أجساد ساكنيها الذين لم تشملهم رحمة أموال الإعمار قبل أن يضرب المنخفض الجويُ قطاع غزة، بل لم تستطع أن توقف سيول المياه من التدفق إلى داخل هذه المساكن الضعيفة التي لم تقِ أهلها حر صيفٍ ولا برد شتاء.

أطفال يملؤون الأوعية بما تدفق من مياه الأمطار إلى داخل كرفاناتهم بما أوتيت أطرافهم الضعيفة من قوةٍ، على الرغم من شدة البرد التي كادت أن تجمد أجسادهم، ونساء يقضين الليل والنهار في محاولة تجفيف الملابس والفراش من مياه الأمطار التي تمنعها أسقف الصفيح من التسرب إلى داخل الغرف المهترئة والزحف نحو أرضياتٍ متهالكة.

يجلس محمد النجار (32 عامًا) وعائلته على مدخل الكرفان حول كومةً من الحطب المشتعل، في محاولةٍ للحصول على الدفء الذي لم تمنحه لهم جدران من الحديد والصفيح المتعرق بالرطوبة.

ويقول محمد لـ قدس الإخبارية، إن ليلتهم كانت قاسيةً جدًا، حيث تسللت الأمطار إلى داخل الكرفان عبر الشقوق الموجودة في السقف والنوافذ، ما تسبب بتبلل غالبية ملابسهم وفراشهم.

وتسببت كمية الأمطار الكثيفة التي سقطت على القطاع خلال المنخفض الحالي، بانهيارات لأرضيات الكرفانات التي تتكون من جسر حديديٍ يعلوه ألواحٌ من الخشب، التي تهالكت بسبب تبللها من المياه، ما أدى إلى تكسرها وتفتتها وانهيار الغرف داخل الكرفانات.

ويوضح النجار، أن بناء الكرفانات تم بمعايير رديئة لا تجعلها قادرةً على تحمل ظروف الشتاء وعوامل المطر، مضيفا، "بنوها بسرعة بحجة الإسراع في إيوائنا بعد الحرب الأخيرة، وبالإضافة إلى التعجل في بنائها فقد استخدمت مواد ضعيفة كالخشب الرقيق الذي لم يحتمل رطوبة الشتاء وانهار بالكرفانات من الداخل".

ودعا النجار المسؤولين الفلسطينيين إلى زيارتهم للاطلاع على أوضاعهم المأساوية وإيجادٍ حلٍ سريعٍ لهم، مبينا، أنهم تلقوا وعود بالإسراع في عملية إعمار منازلهم المدمرة خلال حرب 2014 إلا أنهم لم يحصلوا على شيءٍ بعد.

أما الحاجة زايدة أحمد (69 عامًا) فتصف الحياة في الكرفانات بـ"ثلاجات موتى"، فبعيدًا عن كونها لا تؤمن لهم دفئًا في أجواء البرد القارس، فهي لا تمنع مياه الأمطار من إغراق الكرفان، مضيفةً، "غرقت ملابسنا وفراشنا وبقينا في حالةٍ سيئة فلا الحالة الجوية سمحت لنا بتجفيفها ولا بنية الكرفانات مناسبة لنقوم بذلك".

وتتابع الحاجة زايدة حديثها، "وزيادة على مأساة العيش في هذه الكرفانات، فقد ضاعف انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة الأزمة، فأرضية الكرفانات متهالكة وانقطاع التيار يجعلنا نعيش في مخاوف من انهيارها ليلًا، وهكذا نبقى بحياةٍ دون حياة فلا نستطيع العيش بسلام داخل هذه الكرفانات ولا مبالاة من المسؤولين الذين لم يلقِ أحدٌ منهم اهتماماً لمأساتنا".

وحاولت شبكة قدس الإخبارية التواصل مع المسؤولين في وزارة الأشغال العامة للحديث حول الموضوع، إلا أننا لم نلقَ جوابًا منهم، حيث ما تزال العديد من العائلات التي دمرت بيوتها خلال الحرب على غزة عام 2014، تقطن في الكرفانات المصممة من الحديد والصفيح والأرضيات الخشبية، بعد تأخر عملية الإعمار بسبب عدم وصول الأموال اللازمة من المانحين ووقف الاحتلال إدخال الاسمنت ومواد البناء.

12583962_949165605159175_367468871_n (1) 12584072_949165561825846_364833699_n 12596083_949164765159259_262246350_n 12596503_949165531825849_1627661836_n (1) 12607346_949164875159248_879633283_n 12625596_949165621825840_1309034974_n 12625814_949164948492574_1008763214_n 12650464_949165091825893_431020305_n