القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: اختار نشطاء من القدس المحتلة مواجهة سياسة الاحتلال المخالفة للقواعد الإنسانية باحتجاز جثامين الشهداء بأجسادهم، ملخصين حكايات عشرات الشهداء الذين أعدمتهم قوات الاحتلال عزّلا دون أن يملكوا أي سلاح ثم احتجزت جثامينهم.
الموعد هو السبت (26/كانون أول) الجاري، والمكان بين باب العامود أبرز أبواب القدس وباب الجديد المؤدي لحارة النصارى، والمسافة نحو كيلو متر تقريبا، أما النشاط فهو أطول سلسلة بشرية للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء الذين يقارب عددهم 56 شهيدا من الضفة والقدس، بينهم نحو 16 شهيدا من القدس وحدها.
الفعالية ينظمها شبان وفتيات من القدس المحتلة، بالتنسيق مع الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء. ويقول أحد النشطاء القائمين على الفعالية، إن الاستعدادات تجري على قدم وساق لتحقيق الهدف وتوحيد الصوت الفلسطيني في القدس للفت أنظار العالم لجريمة الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء، وللوقوف مع عائلاتهم وتأكيد التضامن الشعبي معهم في معاناتهم.
وتذكر هذه الفعالية بفعالية أطول سلسلة بشرية للقراءة في القدس، التي كان الشهيد بهاء عليان من أبرز القائمين عليها، لكن الظرف هذه المرة مختلف كما يقول القائمون على الفعالية، فالوضع الميداني في القدس الآن أكثر صعوبة من تلك الفترة، وفعالية القراءة لم تكن ذات طابع سياسي كما هو الحال بالنسبة للفعالية المنشودة.
وبناء على ذلك؛ لا ينكر النشطاء تخوف كثير من أبناء القدس وبناتها من المشاركة في الفعالية، بسبب الاعتداء المتوقع من قبل شرطة الاحتلال على المشاركين فيها، لكنهم رغم ذلك يؤكدون ثقتهم بوجود فرصة قوية لنجاح الفعالية وإثبات أن كل سياسات التنكيل والترهيب التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أبناء القدس لن تصل لأي نتيجة.
ولغرض إنجاح هذه الفعالية، أطلق النشطاء "إيفينت" على مواقع التواصل الاجتماعية خاص بها، وبدأوا التنسيق مع مختلف المؤسسات الوطنية داخل القدس لضمان أوسع مشاركة فيها، كما يجري التنسيق لاختيار وسم "هاشتاغ" خاص بالحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتغريد عليه حول قضية الجثامين المحتجزة.
وبينما تسير الترتيبات لهذه الفعالية على قدم وساق، يأمل نشطاء في أن ينجحوا في تأمين شقق سكنية لعائلات الشهداء الذين هدمت قوات الاحتلال منازلهم على خلفية تنفيذهم عمليات فدائية ضد أهداف للاحتلال، في مشروع يرونه أكثر صعوبة لكنه ليس عصيا على الإنجاز.