شبكة قدس الإخبارية

نثرية أدبية | قِـطار الانتـظار (2)

هيئة التحرير

فادية عبد الله_كاتبة من غزة

أوراق من الخريف المطرز بقطرات من دموع الحياة تتساقط من حولي وأنا أراقب  كرسي طالما جلست به بطلة قصتي صاحبة القبعة الحزينة فهي لم تأتي بعد ،رغم سفرات القطار التي  تسمع من بعيد قادمة لا محالة والمكان الممتلئ الفارغ فانا لم اعتاد غيابها يومًا

لما لم تأتي فمستحيل أن يأتي القطار ويغادر وعيونها لن تودعه، ولماذا أنا اهتم بأمرها وانتظر حضورها بلهفة فهي لم تكن حكايتي الوحيدة، ولكن اشعر إننا نتشارك قاسم يربطنا ربما في نهاية قصتي سأعترف به وتكشف عنه سطوري.

عيوني ما زالت تتابع كل من يتوافد على أرصفة المحطة وتتفقد مكانها بكل لحظه وهي الغائبة بظلها الساكنة على الكرسي المهجور، قلبي يسال ألف سؤال وعيوني في حيرة لغيابها المفاجئ .. ما الذي حل بها يا ترى ومنعها من استقبال قطار اليوم .. أتظن أنها فقدت الأمل!! أم سيطر عليها الألم؟

أم غابت عيون الشمس من قمرها الحزين وجفت من عيونها بريق منذ ذلك اليوم اللعين!! لا .. لا أظن.. وقفتها الصامدة في الانتظار بكل مرة شاهدتها كانت تتواعد الحضور التالي وبريق عيونها حجزت الكرسي ورحلت .. ها هي من  نعم هي خطوات من بعيد تركض ببطء شديد وكأنها تسابق الموت المفاجئ، ولكن!! هذه الخطوات لا تليق بعاشقة الأمل ، لكن الملامح نفسها وكأنها هي .. نعم هي، شاحبة الوجه والملامح .. فماذا حل بك يا صغيرتي؟

أتسال وأنا في ذهول من أمري ، هل الأمل مات بعيونها ليجعلها تفقد السيطرة على مواصلة  الطريق ...لا فـ صغيرتي التي فاق العشق دمها وتوج الحب أوردتها إرادتها اقوي من المرض ، لكن! المعطف المتراكم على جسدها النحيل وكأنه يطارد عواصف التعب في ذلك اليوم ..وكل ما تضع يدها الصغيرة على فمها أشعر وكان الكون يهتز من سعال امرأة بقلب طفلة

لا تبوحين  بضعفك وتعلني يا صغيرتي أن المرض استطاع التغلب على ذلك العشق المتوج بين الضلوع .. أعترف أن الانتظار المستحيل صعب ولكن القوة التي تكمن بقلبك تمنحك التغلب على كافة صعوبات القدر!