القدس المحتلة-قدس الإخبارية: يقع مخيم شعفاط للاجئين شمال شرق مدينة القدس المحتلة، أُنشأ عام 1967م، وأصبح مسكنًا لمئات اللاجئين، وكان له كباقي المخيمات، حكاية مع الصمود والتحدي.
ومنذ اندلاع انتفاضة القدس الحالية، لم يتوقف عطاء التضحية في المخيم، فكانت البداية مع البطل صبحي أبو خليفة والذي نفذ عملية طعن في مدينة القدس المحتلة. وهو لم يبلغ الـ 19 عاما بعد. وكان فاتحة لراية ستكتب فصولها يومًا ما في كتب التاريخ.
في نفس اليوم حاولت قوات الاحتلال اقتحام المخيم للوصول إلى منزل صبحي، إلا أنها فوجئت بمقاومة عنيفة وتحدٍ أسطوري يشبه في فصوله حكاية مخيم جنين. فكان أول شهيد يقدمه المخيم في هذه الانتفاضة، هو الشهيد البطل وسام المنسي، والذي ارتقى أثناء وتصديه لاقتحام المخيم ليتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة في مقبرة عناتا ويقسم أصحابه على الانتقام.
مواجهات عنيفة تندلع مع قوات الاحتلال على حاجز مخيم شعفاط وحتى مساء اليوم الثاني ليقدم المخيم شهيده الثاني البطل أحمد صلاح والذي امتشق سلاحه وتصدى لقوات الاحتلال.
ولم تتوقف حكاية المخيم مع البطولة هنا، بل استمرت لليوم الثالث حيث توجه الشاب محمد سعيد محمد علي لمدينة القدس المحتلة لتتحرك في داخله مشاعر البطولة في داخل ابن المخيم فقام بمهاجمة 8 جنود من نخبة قوات الاحتلال ليتمكن من طعن ثلاثة منهم قبل أن يرتقي شهيدًا ويلتحق برفاقه.
اليوم نقف جميعنا شاهدين على ملحمة جديدة كتبت فصول روايتها قبل عام من الآن واستمرت حتى اللحظة، ألا وهي حكاية الشهيد البطل ابن مخيم شعفاط الشهيد "ابراهيم عكاري" الذي نفذ عملية دهس وطعن ضد المستوطنين في حي الشيخ جراح انتقامًا للمسجد الأقصى قبل عام من الآن.
واستمرت الحكاية مع بقاء منزل وسط المخيم شامخا ضد الانكسار يتحدى الاحتلال طيلة عام كامل لم يتمكن الاحتلال حينها من كسر إرادة الصمود لدى العائلة، ليضطر جيش الاحتلال الجبان إلى اقتحام المخيم بنخبة قواته الخاصة وفي ساعات النهار الأولى حيث كان الاقتحام مباغتًا وغير معهود، وتمكن الاحتلال من هدم الحجرة إلا أنه لم يتمكن من هدم عزيمة المقاومة والإرادة في مخيم شعفاط.
وفي الوقت الذي أراد فيه الاحتلال أن يكون هدم منزل الشهيد العكاري رسالة لأهل المخيم لإضعاف شوكتهم تحولت تلك الرسالة إلى مضمون "نصر واعتزاز بالنفس" صنعت لحمة وطنية داخل كل أطياف المجتمع في المخيم لتتضافر الجهود ويتحد الجميع لإعادة بناء منزل الشهيد في صورة لا نراها إلا في مخيمات البطولة، ليكون الوعد أن يتم بناء المنزل خلال أسبوعين كحد أقصى.
اليوم يقف مخيم شعفاط شامخًا وسط مدينة القدس ليكون شعلة ومنارة للمقاومة ضد الاحتلال وللصمود في زمن الانكسار ليعلن أنه صفحات بطولة كُتبت بدماء الشهداء.