الخليل – قُدس الإخبارية: أبلغت سلطات الاحتلال سكان شارع الشهداء في الخليل، اليوم الإثنين، بإغلاق الحاجز العسكري على مدخل الشارع الوحيد بدءًا من غد ولمدة أسبوعين وبالكامل، ما يعني عزل جميع السكان المقيمية داخل الشارع المحاصر أصلا.
ووصف الناشط مفيد الشرباتي أحد سكان المنطقة الإجراء بأنه فرض لمنع التجول على الشارع طوال الفترة، لأن المدخل المذكور هو الوحيد الذي يستخدمه السكان للدخول إلى الشارع والخروج منه، مضيفا، أن البديل سيكون طريقا التفافيا من بين الأزقة يشمل القفز عن الجدران والمشي على الأقدام لمسافات طويلة.
وأوضح الشرباتي لـ قُدس الإخبارية، أن الطريق المذكور يمكن قطع جزء منه مشيا على الأقدام وقفزا من فوق الجدران، أما الجزء الآخر فيحتاج بسبب طول المسافة إلى ركوب سيارات، مبينا، أن الطريق بأكمله يستغرق بين المشي والركوب مدة نصف ساعة، بدلا من ثلاث دقائق يستغرقها المرور عن الحاجز الذي سيغلق.
ويؤدي هذا القرار للتنكيل بأطفال روضة شارع الشهداء وطلاب مدرسة قرطبة (من الصف الأول حتى الأول الثانوي)، حيث يحتاج هؤلاء للمرور عن الحاجز في طريقهم للوصول للمدرسة، ما يعني حرمانهم من الدراسة طوال الفترة، أو إجبارهم على استخدام الطريق المذكور سابقا، ما يهدد حياتهم بسبب صغر سنهم وطول المسافة كذلك.
وقال الشرباتي، إن الارتباط الفلسطيني أبلغ بالأمر أمس لكنه لم يبلغ سكان المنطقة، بل أبلغ وزارة التربية والتعليم التي طلبت بدورها من سكان الشارع إيجاد طريق بديل لأطفالهم للوصول للمدرسة، مستغربا هذا الطلب ومتسائلا عن كيفية إرسال أطفالهم للمدارس في هذه الظروف.
وزاد القرار من معاناة سكان شارع الشهداء المحاصر منذ سنوات، والتي عمقها الاحتلال قبل أسبوعين بالطلب من سكان الشارع تسجيل أسمائهم لإثبات إقامتهم داخل الشارع والسماح لهم بالمرور من خلال الحاجز لمنازلهم، لكن الشرباتي ومعه عدد كبير من السكان امتنعوا عن الامتثال لأوامر الاحتلال.
ونتيجة لموقفهم الرافض للرضوخ لإجراء الاحتلال يحتاج الشرباتي ومن امتنعوا مثله عن تسجيل أسمائهم إلى سلوك الطريق المذكور يوميا، ما جعل الوضع وفقا لوصفه، "مقرف وممل ومتعب"، مطالبا المسؤولين بإيجاد حل لمعاناة سكان الشارع، وقال، "يقولولنا المسؤولين شو المطلوب منا نعمله، حد يتدخل ويفهمهم الوضع عنا كيف صار".
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال شددت بشكل كبير من إجراءاتها داخل أحياء بلدة القديمة خلال الأسابيع الماضية، بعد سلسلة من عمليات الطعن وإطلاق النار داخل المدينة، التي جاءت احتجاجا على جرائم الاحتلال المستمرة، وأبرزها عمليات الإعدام التي تمت بحق شبان وفتيات من المدينة، كانت أولهم هديل الهشلمون تزامنا مع عيد الأضحى، وقبل انطلاق الانتفاضة وتنفيذ العمليات ضد المستوطنين والجيش.