فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: التاسع من نيسان، يصادف الذكرى الـ67 لمجزرة دير ياسين، التي نفذتها الجماعتان الصهيونيتان، "أرجون" و"شتيرن"، عام 1948، والتي أسفرت عن استشهاد 250 إلى 360 فلسطينيا من قرية دير ياسين، الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، قتلتهم الجماعات اليهودية بدم بارد حسب شهود عيان آنذاك.
دير ياسين قرية بدأ توافد السكان إليها في بداية العهد العثماني ففي عام 1596 كانت قرية خربت عين التوت، حيث يعود جزء منه إلى ضريح الشيخ ياسين الذي كان قائما بمسجد حمل اسمه، وبجواره أطلال الدير ولم تتوفر معلومات كافية عن الدير والشيخ ياسين.
كانت القرية تتزود بمياه الشرب من نبعي ماء أحدهما شمال القرية والآخر في الجنوب، وبدأ بناء المستوطنات اليهودية عام 1906، بعد تشييد مستعمرة صهيونية سميت بـ”غفعت شاؤول” أقصى غرب القدس والتي كانت كل الطرق التي تربط دير ياسين بالقدس ويافا تمر عبرها، وتلتها بعد ذلك كل من مستعمرات “مونيفيوري، بيت هكيرم، ويفينوف”.
وكانت عناصر جماعة الآرغون (التي كان يتزعمها مناحيم بيجين، رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد) وجماعة شتيرن ليحي (التي كان يترأسها إسحق شامير الذي خلف بيجين في رئاسة الوزارة) شنتا هجومًا على القرية التي كان عدد سكانها "750 نسمة"، في الساعة الثالثة فجرًا، متوقعتين أن يفر الأهالي دون مقاومة، إلا أن أفرادهما تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 قتلى و32 جريحًا.
وطلبت الجماعتان التابعتان للاحتلال، المساعدة من قيادة "الهاغانا" في القدس، وشنت هجومًا على أهالي القرية مستهدفة كل ما تراه دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.
كما نكلت بمن بقي على قيد الحياة، ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، منتهكة جميع المواثيق والأعراف الدولية،
ومارست شتى أنواع التعذيب، ومنعت الجماعات اليهودية، في ذلك الوقت، المؤسسات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.
وروى مراسلون لوسائل اعلام أن "ما فعلته هذه الجماعات تأنف الوحوش نفسها عن ارتكابه، لقد أتوا بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، وعذبوها وألقوا بها في النار"، فيما دفعت الفلسطينيين للهجرة إلى مناطق أخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين، وأنها كانت الشرارة لإشعال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
وكانت مئات العائلات من المهاجرين اليهود استوطنت في صيف عام 1949، قرب قرية دير ياسين، وأطلقت على المستعمرة الجديدة اسم "غفعات شاؤول بت" تيمنا بمستعمرة "غفعات شاؤول" القديمة التي أنشئت عام 1906، ولا تزال القرية إلى يومنا هذا قائمة في معظمها، وضُمت إلى مستشفى الأمراض العقلية الذي أنشئ في موقع القرية.
وجاءت مجزرة دير ياسين بعد تنامت الكراهية والأحقاد بين الفلسطينيين واليهود في عام 1948، واشتعلت الأحقاد بعد قرار بريطانيا سحب قواتها من فلسطين ما ترك حالة من عدم الاستقرار فيها.
وتستعمل بعض المنازل التي تقع خارج حدود أراضي المستشفى، لأغراض سكنية أو تجارية، وثمة خارج السياج أشجار الخروب واللوز، أما مقبرة القرية القديمة، الواقعة شرق الموقع، فقد اكتسحتها أنقاض الطريق الدائرية التي شُقّت حول القرية، وما زالت شجرة سرو باسقة وحيدة قائمة وسط المقبرة حتى اليوم.
https://www.youtube.com/watch?v=RdCDlW8F73Q