بدأت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تحقيقاً صحيفاً خاصاً بها بالتساؤل حول كيفية انتحار عميل الموساد "الإسرائيلي" "X" في زنزانته في "إسرائيل" قرب تل أبيب والمراقبة من 4 كاميرات، وبحراسة مشددة، وتحقيقات شبه يومية وكان يبدو طبيعياً حيث زاره محاميه قبل يومين من إعلان انتحاره، وذهبت الصحيفة بعيداً في تساؤلاتها حيث قدرت أن العميل "إكس" قتل ولم ينتحر، وقد تكون الخيانة لجهاز الموساد هي السبب وراء قتله ؟!.
الصحيفة زارت شركة التقنيات التي كان يعمل بها العميل "إكس" أو "بن زايغر" في مدينة ميلان بإيطاليا، والتي كانت الواجهة لعمله في الموساد وتجنيد عملاء لهذا الجهاز، وكذلك واجهة التنقل الخاص به الى دول العالم لجمع المعلومات والوثائق حول نشاطات دول العالم المعادية لـ"إسرائيل" خاصة إيران، وذكرت الصحيفة أن الشركة بدت طبيعية وهي تعمل بصفة رسمية وبدوام يومي وكأن الأمور أكثر من طبيعية من حيث المكان والأثاث والموظفين الآخرين وخدمات التسويق والاتصالات.
وبحسب جهاز المخابرات الإسترالي فإن العميل "إكس" جند عن طريق هذه الشركة عندما قدم طلباً للعمل في ميلان من خلال القنصلية الإيطالية في استراليا عام 2005م.
الصحيفة حصلت على معلومات جديدة من مسؤولين "إسرائيليين" ومن محامي العميل ذكرت فيها أن إعتقال جهاز الموساد للعميل "إكس" في عام 2010 لـ" خطره على الأمن القومي الإسرائيلي"، وعلى الفور منع الجهاز اي تداول للمعلومات حول العميل خاصة الى وسائل الإعلام.
الصحيفة تساءلت عن سبب اعتقال العميل "إكس" بعد اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، وهل كان له دور في عمليه اغتياله، أم أنه شارك بشكل كبير في إغتيال العلماء الإيرانيين، وتصوير المنشئات النووية الإيرانية؟.
أم أن العميل "إكس" كشف أمره من قبل السلطات الإسترالية، حيث يحمل الجنسية الإسترالية بالإضافة الى "الإسرائيلية" وكان ناشطاً في جماعات " حقوق اليهود " في إستراليا، والتي تخترقها بشكل كبير أجهزة الإستخبارات "الإسرائيلية"، وهل كان له دور في الحصول على وثائق سرية من إستراليا؟ أو في تصوير منشئات سرية فيها ؟
الصحيفة كشفت بأن العميل "إكس" وقبل مغادرته الى ميلان في إيطاليا غير اسمه الأول والاخير، حيث يتيح القانون الإسترالي للشخص أن يغير اسم عائلته واسمه الأول مرة واحدة في العام، وقد استغل العميل "إكس" هذه الفرصة وغير اسمه ليبدو شخصاً آخر وبحياة جديدة.
أثار العميل "إكس" شكوك السلطات الاسترالية عندما عاد إليها عام 2009م، بجواز سفره الاسترالي المعتاد، وقد ظهرت عليه الكثير من اختام السفر الى دول عديدة أهمها إيران، والإمارات المتحدة، ومصر ، وسوريا، ومنذ تلك اللحظة وضعت السلطات الاسترالية العميل تحت المراقبة الشديدة.
وقد نقلت هذه الشكوك ايضاً الى المخابرات البريطانية، والتي تأكدت أن العميل "إكس" يحمل جواز سفر بريطاني بإسم "ديفيد" وقد استخدمه في السفر الى دول عديدة.
ومن المعلومات التي أثارت شكوك السلطات الاسترالية بأن قائمة أصدقاء العميل "إكس" حوت على اهتمام بالغ في التقرب من طلبة جامعات من السعودية وإيران.
وبحسب مصادر الى الصحفي الاسترالي " جاسون كوستيس" فإن العميل "إكس" تحدث ثلاث مرات الى شخص في "إسرائيل" في منتصف شهر فبراير من عام 2010 وبدا عليه الغضب من لهجة صوته، وقال " إنه يريد أن يعود الى إسرائيل ويبني حياة طبيعية هناك، وكان يشتم المتحدث معه " اللعنة عليكم ".
وقد وصلت هذه الشكوك الى المخابرات "الإسرائيلية" الموساد، حيث سارعت في دعوة العميل "إكس" الى مغادرة استراليا والتوجه فوراً الى "إسرائيل" حيث ألقي القيض عليه، ومن ثم أعلن عن إنتحاره عام 2010.