شبكة قدس الإخبارية

هوامِش أيلول

فاطمة عاصلة
 كُلمّا تفجّرَتْ لَحظةٌ ماضيّةٌ تَداعتْ تراكيبٌ وتَشَظَّتْ أعضائِها وكشفَت أحشائَها -عُصَارةٌ حامِضةٌ- تَدلت منَ الكائِنِ خُيوطٌ لا تُقطّعَ مهما خَطى. كُلما كَرّت لحظةٌ يُلَفَّ حولَ الجسدِ خيطٌ في كُلّ خطوةٍ، وما يُشبّكُ من تزاوجِّهُما هُو الاتِي. "لَو كَانَ ذا الخيطُ أقصرَ لَلَفَفتَني بالتبغِ، وصِرتُ أفيونًا للكواسّرِ تَتعاطاني بعدَ وجبَةٍ خيريّة" "لو يصيرُ الخيطُ أكثرُ سَماكَةً لخفَّتْ عَن ثِقلي مَوازيِني، غيرُ أنّي أسْتَعِرُ بالماءِ فتخسَأُ مِني الصّواري" ثُم اختلفوا بينَ أنفُسهِم لَو كانَ الخيطُ مِن زِجاجٍ سِربُ رملٍ فراشاتٌ جمعٌ، أو بَجعٌ في سِيمفونيّة بَارِعَة. *** مَوسوعَةٌ هوامِشي والمتنُ إسهابٌ للضَيّاع. *** الليلُ حجةُ محاربٍ في سُؤمِهِ فالمزاجُ اثْنانِ؛ كناسٌ سئمَ قصرَ العصا وخطَ الغَبرّةِ الاخير. وبياعُ وردٍ يفتحُ دُكانَه مُبكراً في الاعيادِ أو تحتَ سَطوةِ العشقِ أو في الجنازاتِ. *** أورثنِي مَجَازي من حطب المَزاجِ وأعطي الطيرَ أسمَكَ وأترُّك ليَّ الشدّة أو المدّة في وسَطِه لأفقَهُ لٌغةَ الرّبَ فيكْ ** السقوطُ شرحٌ للمدى كَيفَ يُرّى محدودًا بَيّنَ إصبَعين، كِتبةُ الربّ امارَةُ الشائبةِ في العمرِ جميعًا نَسقُطُ لكنّ بعضٌ كالورقِ وبعضٌ كالرخام. أمّا الوقوعُ فيسرعُ جليًا متعاليًا مستكبرًا "وإنّ الخريفَ لا يحبُ كُلّ مُختالٍ فَخور" فتش صامتًا بالفرقِ المُباحْ إنّ بعضَ النداءِ نَشّازّ. *** ويخيّل لي أنّي كنتُ أهذي لكني بعدَ لَمْ أفرغ مِنْ هذياني: "فلا تَقربوا السُكرَّ وأنتُم سَكارَى" *** الهوامشُ زيتٌ مِنَ الخبزِ يَنقْطٌّ حارًا مُشبعًا بالطعم. والمتنُ وسطَ الجسمِ وسادةٌ نومٌ وحلمٌ أعمى للعينِ الباصرةِ تغُطّ بِه. فإنْ لُم تُرى الأطرافُ فلا رُؤى. السماكةُ في الطرفِ وعلى الحافةِ يُجمَعُ الوزنِ فيُكرَّمَ المعنى أو يُهانْ.