شبكة قدس الإخبارية

شعر: وجوه

فاطمة عاصلة
تلمَّعُ الاحرفُ حتى يبتهجَ الاسمُ، يمتلكُ خيوطَ الدهشةِ ويعلَّقُ في أعناقِ البيئةِ المحصورة. لها حضورٌ يمنحُ الحياةَ وجوهاً ثم تصفعها شِدةَ الضوءِ فتخبو، ويسقط عن الاذُن حلقها الذهبي. وفي المرايا المكتملة تُستَّرُ الملامح بعد وعيها لخذلان الوجه فتخرج النظرات-كدموعها-عن السيطرة. حافي العقل ثقيل القدمين عراءُ السِتر في بيت الحشد, والحشد مذهول والحشد لا يرى وجوهاً تسقط. كيف يرى شاهدٌ فصولاً تُبدَّلْ وكيف يشعر بالطبيعيّ والكونيّ في فم المتكلم؟ للوجوه شروقها وأفولها وغروبها، للوجوه شرودها، للوجوه قلبٌ يقصص المجدَ على البرد فيدفأ. للوجوه الناضرةِ ذبوله انْ عزفتْ السواعدُ تصفيقها، لا لضعفٍ في الفكرة، بل لحبٍ في الاحاطة الناعمة. ولها صياح يعلو إنْ اشتدت ليونةٌ وإن بردت أحضانُ الاحبة. فعبرَ الصوتِ يتسربُ تعبُ الحقيقةِ. في الاسمِ ضوءٌ وظلٌ متوازيان، والوجوه دولٌ على خطِ الاندهاشْ، إنْ ارتفعتْ حرارةٌ بها، أمطرتْ.