من حلقاته الأولى التي تم بثها على كل من "تلفزيون فلسطين" و"الفضائية الفلسطينية" يبدو أن مسلسل باب العمود قد كسب الرهان وأن المخرج والنجم الفلسطيني اسماعيل الدباغ قد قام بنقلة نوعية في مجال الدراما التلفزيونية الفلسطينية. فبالاضافة إلى كونه يقدم لأول مرة في فلسطين مسلسلا درامياً يصور في القدس في اطار درامي كوميدي، فإنه حقق أيضا عملاً منافساً على مستوى العالم العربي.
يلعب الفنان اسماعيل الدباغ بنفسه دور البطولة بشخصية (حسن بظاظو)، المقدسي البسيط الذي يمثل شريحة عريضة من المجتمع الفلسطيني مع زوجته (حسنية) التي تلعب دورها باتقان مايا أبو الحيات مع مجموعة مميزة من الممثلين الفلسطينيين والوجوه الجديدة.
يعرض المسلسل في كل حلقة قضية هي محور الحلقة، حيث يعكس المخرج اسماعيل الدباغ عن نبض الحياة اليومية والتحولات المفصلية في حياتنا الفلسطينية، كل ذلك بتقنيات عالية الجودة في التصوير والصوت والاضاءة التي تقدم القدس القديمة بأمانة فنية ووفاء . فالمكان يلعب دورا أساسيا تتواشج مع تسليط الضوء على الحياة الاجتماعية في البلدة القديمة في أسر الاحتلال وحالة الاغتراب في الوطن وقضايا مختلفة عالجها المسلسل بطابع كوميدي نقدي.
جاءت فكرة مسلسل باب العمود بعد تفكير معمق من قبل مسرح الرواة المقدسي عن دور الدراما الفلسطينية التلفزيونية وكيف يمكنها أن تخدم الإنسان الفلسطيني في القدس الذي يبحث عن صورته في الانتاج الدرامي ولا يجدها. وعلى الرغم من أن فن المسرح هو الأداة الأساسية لمسرح الرواة ومؤسسه الفنان اسماعيل الدباغ الذي جسد أدواراً هامة على خشبة المسرح الفلسطيني والعالمي، إلا أن اتجاهه نحو الإخراج الدرامي إضافة جديدة في مسيرته الفنية وخدمة كبيرة للفن الفلسطيني الدرامي.
بدأ الدباغ العمل على هذا المشروع منذ عامين مع طاقم مسرح الرواة ليخرج مسلسلا دراميا يستحق اسم "باب العمود"، حيث طرح الدباغ بمشاركة الكاتب طارق السيد وطاقم المسلسل قضايا حيوية تمس المجتمع الفلسطيني بأسره، بمعالجة غير مسبوقة تضع أساساً للدراما الفلسطينية .
قام الفنان اسماعيل الدباغ ومسرح الرواة بورشات عمل تحضيرية استغرقت عدة شهور، ثم باشر باختيار طاقم تمثيلي واشرف على اختيار مواقع مميزة وتخدم الدراما ومن بينها بناء مواقع حية في قلب القدس القديمة بالاضافة إلى الاستفادة من جميع المواقع التاريخية في القدس.
مسرح الرواة أبرز مسرح فلسطيني في القدس، أنجز تاريخاً من النجاح في مجال المسرح قبل أن يتجه مع الفنان إسماعيل الدباغ إلى إنتاج الدراما التلفزيونية.
المسلسل الذي يعرض الآن على شاشة تلفزيون فلسطين والفضائية الفلسطينيه خلال شهر رمضان، يضع خطوطا عريضة للدراما الفلسطينية وما يمكن أن تحققه لتنطلق مع الدراما العربية الشقيقة بل وأن تنافسها.