شبكة قدس الإخبارية

جورج عبد الله حُر: الاحتلال يعيش آخر فصول وجوده

٢١٣

 

جورج عبد الله حُر: الاحتلال يعيش آخر فصول وجوده

بيروت - قدس الإخبارية: وصل المناضل اللبناني جورج عبد الله، اليوم الجمعة، إلى مطار بيروت الدولي قادمًا من فرنسا، بعد الإفراج عنه من السجون الفرنسية إثر 41 عامًا من الاعتقال، وسط استقبال شعبي واسع رفع خلاله العلم الفلسطيني وهتفت الجماهير لفلسطين والمقاومة.

وأفادت مصادر صحفية بأن السلطات الفرنسية قررت ترحيله إلى بيروت بشكل مفاجئ اليوم، بعد أن كان مقرّرًا غدًا السبت، ليُصبح حرًّا لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود.

وفي أول تصريح له بعد تحرره، قال عبد الله إن ملايين العرب يتفرجون على أطفال فلسطين وهم يموتون جوعًا، معتبرًا ذلك "عارًا على التاريخ". وأضاف أن المقاومة "مسمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها"، مشددًا على أنها قوية بشهدائها وقياداتها، ولا تزال قادرة على الصمود والتصدي.

وأكد عبد الله أن الالتفاف حول خيار المقاومة بات اليوم أكثر ضرورة من أي وقت مضى، معتبرًا أن على الجميع أن يواصل مقاومة العدو حتى دحره بالكامل، مضيفًا أن الاحتلال يعيش "آخر فصول وجوده".

وخلال استقباله في بيروت، علت الهتافات المؤيدة لفلسطين، حيث ردد المشاركون: "عن فلسطين ما بنتخلى"، و"يا جيوشنا العربية، فكّوا الحصار عن غزتنا الأبية"، في مشهد عكس رمزية اللحظة وارتباط قضية عبد الله العميق بنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الممتدة.

وفي 17 يوليو\تموز 2025، قررت محكمة الاستئناف الفرنسية، بالإفراج عن المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله بعد نحو أربعة عقود قضاها في سجون فرنسا، ليُحدَّد تاريخ الإفراج عنه في 25 تموز/يوليو الجاري.

وصدر القرار خلال جلسة غير علنية عُقدت في قصر العدل بالعاصمة باريس، في غياب عبد الله البالغ من العمر 74 عامًا، والمحتجز منذ سنوات في سجن بمدينة لانيون بمقاطعة أوت-بيرينه جنوبي فرنسا. ويُعدّ عبد الله أحد أقدم المعتقلين السياسيين في أوروبا والعالم.

وكان جورج عبد الله، القائد السابق لتنظيم "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، قد حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، لدوره في عمليات ضد أهداف أميركية وإسرائيلية في باريس، من بينها اغتيال الملحق العسكري الأميركي تشارلز راي، والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف عام 1982، ومحاولة اغتيال القنصل الأميركي في ستراسبورغ عام 1984.

ويأتي قرار الإفراج بعد عقود من الحراك القانوني والسياسي الداعي لإطلاق سراحه، وسط اتهامات متكررة للسلطات الفرنسية بالخضوع لضغوط خارجية حالت دون تطبيق الإفراج المشروط الذي استحقه عبد الله منذ سنوات طويلة.