بلجيكا - قدس الإخبارية: كشفت منظمة "صندوق هند رجب" (HRF)، أمس السبت، أنها قدّمت شكاوى قانونية إلى السلطات القضائية في بلجيكا ضد جنديين من جيش الاحتلال، يشاركان حاليًا في مهرجان "تومورولاند" الموسيقي الذي انطلق نهاية الأسبوع في بلدة "بوم" البلجيكية، ومن المتوقع أن يستقطب نصف مليون زائر خلال أسبوعه الثاني المقرر الأسبوع المقبل.

ووفقًا للمنظمة التي تُلاحق جنود الاحتلال حول العالم على خلفية حرب الإبادة على غزة، فإن الجنديين "متورطان في جرائم دولية جسيمة، بما فيها جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية ارتُكبت في قطاع غزة". وأوضحت المنظمة أن الجنديين يتواجدان حاليًا على الأراضي البلجيكية، ويشاركان في فعاليات المهرجان.

وقدمت المنظمة، بالتعاون مع مركز "GLAN" القانوني البريطاني، شكاوى عاجلة إلى النائب العام الفيدرالي في بلجيكا، مطالبة باعتقال الجنديين على الفور ومحاكمتهما بموجب قوانين "الاختصاص القضائي العالمي" المعمول بها في بلجيكا، والتي تتيح مقاضاة مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة حتى خارج الحدود الجغرافية للدولة.

يُذكر أن مركز "GLAN" ينشط في محافل القانون الدولي إلى جانب مؤسسات مناهضة للاحتلال، وكان من بين الجهات التي رفعت دعوى أمام المحكمة العليا البريطانية لتجميد تصدير السلاح إلى "إسرائيل"، كما شارك في إجراءات قضائية ضد شركة "Airbnb" بسبب عرضها أماكن إقامة في مستوطنات الضفة الغربية.

وفي سياق متصل، قدمت منظمة "هند رجب" الأسبوع الماضي شكوى جنائية رسمية إلى السلطات البرتغالية ضد جندي من جيش الاحتلال، قالت إنه تم التعرف عليه مؤخرًا في لشبونة، مشيرة إلى أن صورًا منشورة على الإنترنت تُظهره داخل منشآت مدنية وهو يحمل سلاحًا ويبتسم.

وبحسب ما ورد، فإن جيش الاحتلال كان قد أصدر تعليمات خاصة ضمن ما يسمى "أمر هيئة الأركان العامة بشأن استخدام الجنود للفضاء الرقمي"، تهدف للحد من هذه الملاحقات القانونية. وتضمنت التعليمات منع الجنود من نشر صور لهم بالزي العسكري أو من مناطق العمليات، أو نشر أي توثيق قد يُفهم منه انتهاك لحقوق المدنيين، وحثت على التفكير في التبعات الدولية لأي منشور أو صورة.

ورغم هذه التوجيهات، تؤكد المنظمة أنها ومنذ تأسيسها قبل عام، قدمت ما يزيد عن 30 شكوى ضد جنود الاحتلال في أكثر من 15 دولة، ما أدى إلى فتح تحقيقات في دول منها البرازيل، بيرو، رومانيا وتشيلي. كما سلّمت المنظمة للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قائمة تضم نحو ألف جندي، متهمة إياهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان على غزة.

وشملت الشكاوى أيضًا شخصيات في المستويات العليا السياسية والعسكرية، من بينهم رئيس أركان الاحتلال السابق هرتسي هليفي، الناطق باسم جيش الاحتلال السابق دانيال هغاري، وزير حرب الاحتلال السابق يوآف غالانت، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.