نابلس - قدس الإخبارية: أفادت مصادر محلية بأن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قمعت، ظهر اليوم الجمعة، مسيرة جماهيرية خرجت في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، للمطالبة بوقف حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وانتشرت مقاطع مصوّرة تظهر لحظة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، إلى جانب اعتقال عدد منهم خلال المسيرة التي خرجت من وسط المدينة تحت شعار التضامن مع غزة ورفض العدوان والكارثة الإنسانية المتواصلة.
ويأتي ذلك بعد ساعات من اقتحام نحو 50 مستوطنًا منطقة قبر يوسف شرق المدينة دون مرافقة جيش الاحتلال، في حين تدخلت أجهزة أمن السلطة ومنعت الشبان الفلسطينيين من الوصول إليهم، وأعادت المستوطنين بسلام إلى نقاط الاحتلال.
وامتدت التظاهرات إلى عدة مدن وبلدات في الضفة، حيث هتف المشاركون في رام الله: "غزتنا إحنا فداها"، بينما رددت الحناجر في الخليل: "يا للعار غزتنا تحت الحصار، الشعب يريد فتح المعابر"، وفي نابلس علت الهتافات: "يا للعار يا للعار، كله مشارك في الحصار"، أما في جنين، فتعالت الهتافات: "ما بنستسلم ما بنبيع، رغم القتل والتجويع"، كما شهدت بلدة بيتا جنوب نابلس وقفة مشابهة رفعت فيها شعارات مناهضة للعدوان والتجويع.
وتأتي هذه الأحداث بعد أسبوع من قمع مماثل نفذته أجهزة أمن السلطة بحق مظاهرات خرجت في مدن عدة بالضفة المحتلة، للتنديد بسياسات التجويع التي يُستخدم فيها الحصار كسلاح جماعي ضد الفلسطينيين في غزة.
وأدانت مجموعة "محامون من أجل العدالة" بشدة هذا القمع، معتبرة في بيان لها أن ما جرى يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية"، وشددت على أن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين وملاحقة الناشطين هو اعتداء مباشر على حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي.
وأكدت المجموعة الحقوقية أن الاعتقالات التعسفية التي طالت عدداً من المتظاهرين تهدف إلى "تكميم الأفواه وردع أي حراك شعبي سلمي يدعو لإنهاء العدوان على غزة"، ودعت المؤسسات المحلية والدولية ولجان حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف حرب الإبادة في غزة، ومحاسبة عناصر الأجهزة الأمنية المتورطين في الاعتداء على المتظاهرين والناشطين واعتقالهم.
وتتزامن هذه التطورات في الضفة الغربية مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في ظل تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الإبادة، المدعومة أميركيًا، عن استشهاد وإصابة أكثر من 199 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة فتكت بآلاف المدنيين في القطاع المحاصر.