فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: عقبت فصائل فلسطينية، على تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، بشأن إحباط العمليات الفدائية ضد "الإسرائيليين" واعتقال المخططين لها.
من جهتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تصريحات الشيخ تثبت أن قرار "قطع العلاقة مع الاحتلال لا يعني بالنسبة للسلطة القطع النهائي مع اتفاق أوسلو، وأنه يُمكن العودة عنه إذا ما تم تحريك توقيت قرار الضم أو تأجيله".
وأضاف الجبهة في بيان لها، أن مقابلة الشيخ "لم تتضمن أي ذكر للحقوق الوطنية الفلسطينية وكررت نفس مواقف السلطة المعروفة".
وشددت الجبهة أن إصرار الشيخ على أن الأجهزة الأمنية "ستستمر في محاربة الإرهاب، وأنها سوف تمنع العنف والفوضى، ولن تسمح بإراقة الدماء، واعتبار ذلك قرارا استراتيجيا" هو اعتراف ضمني بأنه لا مغادرة لهذا النهج، وأن السلطة وأجهزتها الأمنية ستواصل ملاحقة المقاومة والمقاومين.
واعتبرت الجبهة أن استخدام الشيخ كثير من المصطلحات في المقابلة "نحن لسنا عدميون أو حمقى ولا نريد فوضى، ونحن براغماتيون، ولا نريد أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة...الخ" يؤكد أن الرهان على العلاقات مع الاحتلال ما زال متواصلاً وخاصة التنسيق الأمني".
وتابعت: "الفوضى التي يقصدها الشيخ هنا هي المقاومة ونقطة اللاعودة هي الانتفاضة الشعبية ضد سياسات الاحتلال ما يحسم تماماً موقف السلطة من هذه المسائل، مؤكدة على خطورة ما جاء في تصريحاته "بأن السلطة ستعتقل وستوقف أي مقاوم فلسطيني إذا كان لا يزال في الضفة".
وأشارت إلى أن ذلك يعني أن السلطة دخلت في طور جديد من سياسة التنسيق الأمني ليتخطى حدود الضفة لمناطق أخرى.
وأضافت الجبهة أن مطالبة الشيخ خلال المقابلة "بالعودة إلى ما قبل قرار الضم باعتبار ذلك استراتيجية السلطة" يحدد سقف السلطة المعروف الذي لا تريد أن تتجاوزه، ما يؤكد عدم جديتها في تنفيذ قرار التحلل من الاتفاقيات.
وأشارت إلى أن إعلان الشيخ في المقابلة بأن السلطة ستخفض بشكل كبير من الموازنة التي ترسلها شهرياً لقطاع غزة والبالغة كما يدعي 105 ملايين دولار، هي محاولة مكشوفة لتصدير الأزمة السياسية التي صنعتها السلطة إلى الطبقات الشعبية الفقيرة وخاصة في القطاع ارتباطاً بسياسة العقاب الجماعي التي طبقتها منذ سنوات على القطاع من قطع للرواتب وتخفيض النفقات الطبية، ومحاولة من السلطة لرمي غزة في المحرقة الإسرائيلية.
ودعت الجبهة قيادة السلطة إلى الكف فوراً عن هذه السياسة العقيمة، والتي لا تشير لإمكانية التزامها بقرارات الإجماع الوطني وفي مقدمتها التحلل من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالكيان.
حماس: السلطة لم تغير سياستها
من جانبها، قالت حركة حماس إن تصريحات الشيخ حول منع عمليات المقاومة، يؤكد من جديد أن قيادة السلطة لم تغير من سياستها في التعامل مع الاحتلال برغم إعلانها وقف التنسيق الأمني.
وأضافت في بيان لها، أن هذه التصريحات استمرار لرهان السلطة على العلاقة مع الاحتلال وعدم جديتها في تبني أي استراتيجية مواجهة لمشروع الضم الإسرائيلي.
وأضاف أن استمرار تبني قيادة السلطة لخطاب وسلوك سياسي بعيداً عن الإجماع الوطني، يضعف قدرة الحالة الفلسطينية على مواجهة التحديات، ويعطي الاحتلال والإدارة الأمريكية قدرة أكبر على تمرير مخططاتهم.
ودعا البيان السلطة لتطبيق قراراتها بوقف التعامل مع الاحتلال وتطبيق ذلك على الأرض، ووقف سلوكها المتفرد والاقتراب من حالة الإجماع الوطني الداعية لتبني استراتيجية مواجهة يشارك فيها الكل الوطني.
حركة الأحرار: وصمة عار
كما قالت حركة الأحرار إن تصريحات الشيخ بعدم السماح بانتفاضة وباعتقال أي مواطن يخطط لتنفيذ عملية ضد الاحتلال هي جريمة جديدة ووصمة عار تؤكد مدى الانحدار الوطني والقيمي والأخلاقي لدى قيادة هذه السلطة البائسة
وأوضحت الحركة في بيان لها، هذه التصريحات تؤكد إصرار "اللوبي المتصهين" في هذه السلطة على استمرار العلاقة مع الاحتلال وخدمته وحمايته كونها وظيفة تمارسها لاستمرار الحفاظ على كينونتها وتدفق الأموال لها ولقيادتها, وتؤكد كذلك بأن تصريحاتها المتعلقة بقطع العلاقة مع الاحتلال غير حقيقية وما هي إلا مناورة للاستهلاك الإعلامي لن تطبق فعليا على أرض الواقع وهذا يؤكد سياستها اللاوطنية التي لا تخدم القضية والمشروع الوطني.
وأكدت الحركة، "شعبنا لن يستأذن من حسين الشيخ وغيره من قيادات التنسيق الأمني المرتبطة بالاحتلال لتنفيذ عمليات بطولية فهو يعلم دوره وواجبه الوطني ويقوم بما يلزم لمواجهة الاحتلال والتصدي لمخططات ومشاريع الضم والتهويد والاستيطان".
وشددت على أن المقاومة ليست فوضى أو سلوك عبثي، بل حق ثابت وراسخ مكفول بكل القوانين، ومن حق شعبنا ممارسة كل أشكال المقاومة للتصدي لعربدة الاحتلال, وعلى السلطة وقيادتها التوقف عن هذه السياسة العقيمة والتوجه الفوري لتطبيق قرارات الإجماع الوطني ولتحقيق الوحدة وتوحيد وتحشيد الجهود والطاقات وإطلاق يد المقاومة في الضفة لمواجهة الاحتلال.