عمّان/القدس- قُدس الإخبارية: رحلت الفدائية الأردنية الفلسطينية، تيريز هلسة، المولودة عام 1954 في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، عن عمر 66 عاماً، بعد معاناة مع مرض السرطان.
وشاركت هلسة عام 1972 في خطف طائرة "سابينا" البلجيكية، إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة، بهدف تحرير أسرى فلسطينيين وأردنيين.
وكتب نجلها سلمان هلسة، ناعيًا والدته عبر "فيسبوك": "فارقتنا أمي صباح اليوم بعد حياة كان عنوانها المحبة والعطاء، وصراع مع مرض السرطان الرئة. فارقتنا ولم تفارق وجهها الابتسامة، ولم تفارق للحظة كيانها القوة العجيبة، فارقتنا وما زالت روحها ترفرف على مآسي البؤساء تحارب لتخلق من البؤس جمالاً".
من هي الفدائية تيريز؟
ولدت هلسة عام 1954 في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة أردنية مسيحية متوسطة الحال، وهي الثالثة بين اخواتها. والدها أردني، انتقل من مدينة الكرك إلى فلسطين عام 1946. أمّها هي نادية حنا من قرية الرامة (عكا) في الجليل الأعلى. أنهت دراستها الثانوية في مدرسة تيراسنتا الاهلية في عكّا، ثم أكملت دراستها في مجال التمريض في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة.
شاركت في سبعينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1972، في خطف طائرة "سابينا" البلجيكية، إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة، وتم تحريرها بعملية عسكرية أدت إلى استشهاد علي طه ابو سنينة، وزكريا الأطرش.
كان من اللافت أنه أثناء عملية السيطرة على الطائرة، جرحت تيريزا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أصابته برصاصة في يده، عندما كان من ضمن الوحدة العسكرية الاسرائيلية التي كُلّفت بتحرير الطائرة. وأصيبت هلسة برصاصات عدة، حيث ألقي القبض عليها، وحُكم عليها بالسجن 220 سنة، لكن أُفرج عنها بعد 12 سنة بعملية تبادل أسرى مع العدو.
رحلة الكفاح المسلّح
في عمر السابعة عشر، قرّرت هلسة الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية، بمنظمة التحرير، بعد أن شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ"مجموعة عكا"، والتي قُتل أحد أعضائها من أبناء عكا. وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته في قبل الدفن، لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له.
قالت تيريز، سابقًا، إن هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها، إضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد "إسرائيل" التي ازدادت في مطلع السبعينيات.
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، غادرت أراضي الـ 48 من دون علم عائلتها، وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
وانضمت هلسة لـ"حركة فتح"، مؤكدة أن للنساء الحق في المقاومة والوقوف في الصفوف الأمامية. وفي 8مايو/أيار 1972، كانت واحدة من بين أربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة "سابينا" البلجيكية إلى مطار اللد في إسرائيل عام 1972.
عاشت تريز هلسة حتى وفاتها، في مدينة عمّان، مع زوجها وأولادها الثلاثة، ما زالت تريز هلسة محرومة من دخول الأراضي الفلسطينية، ورؤية عائلتها في عكا وحيفا.
صرّحت تريز أنّها غير نادمة أبدًا على عملها المسلح، حيث قالت إنها رفضت الاستسلام خلال خطفت الطائرة وأصابت بنيامين نتنياهو، برصاصها، خلال إطلاق النار، حين شارك في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين.
من الجدير بالذكر أن تريز، عاملت الرهائن في الطائرة الذين كانو مدنيين معاملة حسنة، وأعلنت أن مشكلتها بالأساس مع المؤسسة الاحتلالية وجودًا وسلوكًا.