شبكة قدس الإخبارية

نور على نور

عبيدة سامي

مجدداً تجود غزة والمقاومة الفلسطينية بثلة جديدة من فلذة أكبادها مؤكدة استمرارها في الدفاع عن شعبها رغم سيل الاتهامات التي يوجه لها في أعقاب التفاهمات الأخيرة وإدخال المساعدات والأموال القطرية إلى قطاع غزة.

الفلسطينيون هذه المرة كان على موعد مع النور المتمثل في نور الدين بركة ذاك الشهيد الذي قادته فطنته وثلة من المقاومين لإحباط عملية أمنية استخباراتية معقدة لقوة خاصة إسرائيلية تسللت بعمق 3 كيلو متر إلى داخل القطاع.

قد يبدو الأمر في ظاهره طبيعياً أن يتمكن مقاوم فلسطيني أو قيادي بها من ذلك، لكن سذاجة الاحتلال هذه المرة اصطدمت بهذا المقاوم الذي حملت دراسته للماجستير عنواناً مختلفاً عن مئات العناوين إذ كانت تحت اسم "الإهمال في العمل الجهادي".

ومن هنا تضح لنا الصورة أن المقاوم الفلسطيني ينبغي أن يكون يقظاً طوال الوقت وألا يتغافل، فذاك بركة قاده لكشف هذه المجموعة والتعامل معها ميدانياً ومنع تطور الأمر ليصل إلى إنجاز إسرائيلي وسط حالة الفشل والتخبط للاحتلال أمام غزة ومقاومتها وحاضنتها الشعبية مؤخراً.

نور بركة ذاك المقاوم الذي يتصف بالهدوء وقلة الكلام وكره للصور حتى في يوم حصوله على درجة الماجستير كما تروي شقيقته، وهو المحب لعائلته ولعمله المقاوم.

ومع رحيل النور إلا أنه يجسد حقيقة دور المقاوم وأهمية استمراره في عمله حتى وإن شهدت الأوضاع السياسية اتفاقات وتفاهمات وألا ينزل على جبله لجمع الغنائم وأن يستفيد من تجارب من سبقوه ويجعلها نصب عينيه.

وهنا يبقي جهد نور الدين بركة وأقرانه المقاومين مثالاً حاضراً أمام نظرائهم الآخرين ممن بقوا يحملون بالسلاح بضرورة التيقظ والاستعداد لأي محاولة غدر إسرائيلية خصوصاً وأننا أمام عدو ينبغي إدارة المعركة معهم بالعقول قبل السلاح.