تحت عنوان "النقب: يوميات المواجهة المغيبة"، نظمت اليوم شبكة قدس بالتعاون مع دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي ندوة في البيرة باستضافة كريمة من بلدية البيرة، وذلك بهدف إلقاء الضوء على قضية النقب، والمخططات الإسرائيلية لتهجير بدو النقب. بدأت الندوة باستعراض لمعرض الصور الذي شارك فيه مصوران من أبناء النقب هما كايد أبو لطيف وأيوب أبو مديغم، وحوت الصور مشاهد للسوق المركزي في مدينة بئر السبع قبل احتلالها عام 1948، وصوراً حديثة لقرية العراقيب التي هدمت أكثر من 60 مرة على يد الاحتلال. من بعدها، رحب الأستاذ خالد عودة الله بالحضور وقدّم تعريفاً بدائرة سليمان الحلبي، وتحدث عن ملاحظات نقدية هامة يجب الالتفات إليها حين النظر إلى قضية النقب. وتحدث الأستاذ سعيد الخرومي، عضو لجنة توجيه عرب النقب، ورئيس بلدية شقيب السلام سابقاً، عن تاريخ النقب والمراحل المختلفة التي مرت على أهله بدءاً من النكبة وحتى يومنا هذا. تضمنت محاضرة الخرومي استعراضاً لأهم المحطات التاريخية التي أثرت في حياة ومستقبل بدو النقب، فتحدث عن القوانين الإسرائيلية التي سنت على مدار الأعوام الماضية بهدف تقليص مساحات الأراضي التي يملكونها، في محاولة لحصرهم في منطقة جغرافية ضيقة ومصادرة أراضيهم لصالح المنشآت العسكرية والمستوطنات اليهودية. تحدث بعد ذلك الشاب أمير أبو قويدر وهو طالب في العلوم الذهنية، ويعيش في إحدى القرى غير المعترف بها "زرنوق". واستعرض أمير في حديثه شكل الحياة في قرية غير معترف بها، وكيفية التغلب على المشاكل اليومية التي تنتج من عدم الاعتراف بالقرية من قبل السلطات الإسرائيلية. على سبيل المثال، تحدث أمير عن اعتماده في بيته على الطاقة الشمسية كبديل للكهرباء التي لا تصلهم في القرية.
ومن ثم تحدث أنس أبو دعابس وهو رئيس رابطة أكاديمي رهط عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه شباب النقب اليوم. وحدد أبو دعابس ثلاثة محاور لهذه التحديات، الفقر، العزلة، والسمعة السيئة، قائلاً إن المخططات الإسرائيلية المتعاقبة في تهجير البدو والتضييق عليهم خلقت نسباً عالياً من البطالة في صفوف الشباب في النقب، كما أن بعدهم الجغرافي عن مدن وقرى الداخل الفلسطيني عزلهم نوعاً ما، إضافة إلى السمعة السيئة التي يُروج لها بخصوص النقب، فمثلاً تروج السلطات الإسرائيلية عن البدو إنهم سارقين وقطاع طرق وخادمين في جيش الاحتلال.
وتأتي هذه الندوة ضمن رؤية شبكة قدس لفلسطين الكاملة، بحدودها التاريخية من النهر إلى البحر، وفي محاولة على التأكيد أن كل قضايا فلسطين هي قضايانا، ولتعميق التواصل بين الفلسطينيين على جانبي الخطّ الأخضر.