أبدى الإسرائيليون احتفاءهم وترحيبهم باتفاقات التطبيع السابقة مع الإمارات والبحرين، لكن ردود فعلهم إزاء اتفاق اللحظات الأخيرة مع السودان لها طعم آخر ومذاق مختلف.
أجرت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة ما يمكن عدّه إعادة ترتيب للتهديدات المحيطة، خاصة في ضوء الوضع الإقليمي الحالي، وتراجع حدة الاحتكاك في عدة قطاعات حربية
ما زال الإسرائيليون يحيون مرور عشرين عاما على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بصفتها أظهرت كم أن إسرائيل واجهت تهديداً استراتيجياً، ما استنفرهم للعمل على مواجهته، والتصدي له،
لا تكتفي "إسرائيل" بتوقيع اتفاقيات السلام مع دول الخليج الأخيرة، بل إنها شرعت منذ فترة، بالعمل على تغيير الصورة النمطية المأخوذة عنها، كدولة احتلال واستعمار ونهب واستيطان، من خلال برامج عمل تطبيعية، وللأسف الشديد بتمويل عربي إماراتي صرف!
تتابع الأوساط الإسرائيلية من كثب التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، لاسيما عقب التوقيع في البيت الأبيض على الاتفاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، صحيح أنها لم تنجح في إخراج حشود من الفلسطينيين إلى الشوارع
تابع الإسرائيليون ما كشفته حماس عن أسرار عسكرية جديدة لم تكشفها من قبل حول طرق تزودها بالأسلحة.
يحيي الإسرائيليون هذه الأيام يوميات الانتفاضة الثانية التي عاشوها، لا سيما عشية تنفيذ العمليات الاستشهادية التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، وقاد مقاتلوها زمام القيادة بالفعل، حتى شكلت أيامًا إسرائيلية سوداء
أما وقد تم طي صفحة التصعيد الأخير في غزة، فما زال الإسرائيليون يستخلصون العبر منه، وأهمها أن نتيجة هذه الجولة مع حماس، تمثلت باشتعال النيران في عشرات آلاف الدونمات الزراعية، وتحولت حياة المستوطنين في غلاف غزة جحيمًا لا يطاق.
منح الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات فرصة للإسرائيليين لأن "يشمتوا" بالفلسطينيين؛ لأن أشقاءهم تجاوزوهم، ووقعوا اتفاقات سلام مع الاحتلال، قبل إيجاد حل عادل القضية الفلسطينية، يعيد الحقوق لأصحابها.
في الوقت الذي يعدّ فيه الإسرائيليون أن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة تطور كبير، لكنه يطرح تساؤلات عن مستقبل علاقتهم مع السلطة الفلسطينية، صحيح أن الاتفاق مع الإمارات خطوة دراماتيكية ذات إمكانات إقليمية
يطرح استئناف إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف معضلة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية في كيفية الرد، سواء احتواء الأحداث، أو الرد عليها لمرة واحدة، أم شن عملية عدوانية واسعة النطاق ضد غزة
عاش نتنياهو المظاهرات الإسرائيلية الأخيرة في أجواء من القلق والخوف على اهتزاز كرسيه الذي يجلس عليه منذ ما يزيد على أحد عشر عاما، لأنها عكست مستوى الغضب والإحباط الذي يشعر به الإسرائيليون